سفر يشوع بن سيراخ

 

الإصحاح الأول

كل حكمة فهي من الرب ولا تزال معه الى الابد

من يحصي رمل البحار وقطار المطر وايام الدهر ومن يمسح سمك السماء ورحب الارض والغمر

و من يستقصي الحكمة التي هي سابقة كل شيء

قبل كل شيء حيزت الحكمة ومنذ الازل فهم الفطنة

ينبوع الحكمة كلمة الله في العلى ومسالكها الوصايا الازلية

لمن انكشف اصل الحكمة ومن علم دهائها

لمن تجلب معرفة الحكمة ومن ادرك كثرة خبرتها

واحد هو حكيم عظيم المهابة جالس على عرشه

الرب هو حازها وراها واحصاها

و افاضها على جميع مصنوعاته فهي مع كل ذي جسد على حسب عطيته وقد منحها لمحبيه

مخافة الرب مجد وفخر وسرور واكليل ابتهاج

مخافة الرب تلذ للقلب وتعطي السرور والفرح وطول الايام

المتقي للرب يطيب نفسا في اواخره وينال حظوة يوم موته

محبة الرب هي الحكمة المجيدة

و الذين تتراءى لهم يحبونها عند رؤيتهم لها وتاملهم لعظائمها

راس الحكمة مخافة الله انها تولدت في الرحم مع المؤمنين وجعلت عشها بين الناس مدى الدهر وستسلم نفسها الى ذريتهم

مخافة الرب هي عبادته عن معرفة

العبادة تحفظ القلب وتبرره وتمنح السرور والفرح

المتقي للرب يطيب نفسا وينال حظوة في يوم وفاته

كمال الحكمة مخافة الرب انها تسكر بثمارها

تملا كل بيتها رغائب ومخازنها غلالا

اكليل الحكمة مخافة الرب انها تنشئ السلام والشفاء والعافية

و قد رات الحكمة واحصتها وكلتاهما عطية من الله

الحكمة تسكب المعرفة وعلم الفطنة وتعلي مجد الذين يملكونها

اصل الحكمة مخافة الرب وفروعها طول الايام

في زخائر الحكمة العقل والعبادة عن معرفة اما عند الخطاة فالحكمة رجس

مخافة الرب تنفي الخطيئة

غضب الاثيم لا يمكن ان يبرر لان وقر غضبه يسقطه

الطويل الاناة يصبر الى حين ثم يعاوده السرور

العاقل يكتم كلامه الى حين وشفاه المؤمنين تثني على عقله

في زخائر الحكمة امثال المعرفة

اما عند الخاطئ فعبادة الله رجس

يا بني ان رغبت في الحكمة فاحفظ الوصايا فيهبها لك الرب

فان الحكمة والتاديب هما مخافة الرب والذي يرضيه

هو الايمان والوداعة فيغمر صاحبهما بالكنوز

لا تعاص مخافة الرب ولا تتقدم اليه بقلب وقلب

لا تكن مرائيا في وجوه الناس وكن محترسا لشفتيك

لا تترفع لئلا تسقط فتجلب على نفسك الهوان

و يكشف الرب خفاياك ويصرعك في المجمع

لانك لم تتوجه الى مخافة الرب لكن قلبك مملوء مكرا

 

 

الإصحاح الثاني

يا بني ان اقبلت لخدمة الرب الاله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة

ارشد قلبك واحتمل امل اذنك واقبل اقوال العقل ولا تعجل وقت النوائب

انتظر بصبر ما تنتظره من الله لازمه ولا ترتدد لكي تزداد حياة في اواخرك

مهما نابك فاقبله وكن صابرا على صروف اتضاعك

فان الذهب يمحص في النار والمرضيين من الناس يمحصون في اتون الاتضاع

امن به فينصرك قوم طرقك وامله احفظ مخافته وابق عليها في شيخوختك

ايها المتقون للرب انتظروا رحمته ولا تحيدوا لئلا تسقطوا

ايها المتقون للرب امنوا به فلا يضيع اجركم

ايها المتقون للرب املوا الخيرات والسرور الابدي والرحمة

ايها المتقون للرب احبوه فتستنير قلوبكم

انظروا الى الاجيال القديمة وتاملوا هل توكل احد على الرب فخزي

او ثبت على مخافته فخذل او دعاه فاهمل

فان الرب راوف رحيم يغفر الخطايا ويخلص في يوم الضيق

ويل للقلوب الهيابة وللايدي المتراخية وللخاطئ الذي يمشي في طريقين

ويل للقلب المتواني انه لا يؤمن ولذلك لا حماية له

ويل لكم ايها الذين فقدوا الصبر وتركوا الطرق المستقيمة ومالوا الى طرق السوء

فماذا تصنعون يوم افتقاد الرب

ان المتقين للرب لا يعاصون اقواله والمحبين له يحفظون طرقه

ان المتقين للرب يبتغون مرضاته والمحبين له يمتلئون من الشريعة

ان المتقين للرب يهيئون قلوبهم ويخضعون امامه نفوسهم

ان المتقين للرب يحفظون وصاياه ويصبرون الى يوم افتقاده

قائلين ان لم نتب نقع في يدي الرب لا في ايدي الناس

لان رحمته على قدر عظمته

 

 

الإصحاح الثالث

بنو الحكمة جماعة الصديقين وذريتهم اهل الطاعة والمحبة

يا بني اسمعوا اقوال ابيكم واعملوا بها لكي تخلصوا

فان الرب قد اكرم الاب في الاولاد واثبت حكم الام في البنين

من اكرم اباه فانه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم

و من احترم امه فهو كمدخر الكنوز

من اكرم اباه سر باولاده وفي يوم صلاته يستجاب له

من احترم اباه طالت ايامه ومن اطاع اباه اراح امه

الذي يتقي الرب يكرم ابويه ويخدم والديه بمنزلة سيدين له

اكرم اباك بفعالك ومقالك بكل اناة

لكي تحل عليك البركة منه وتبقى بركته الى المنتهى

فان بركة الاب توطد بيوت البنين ولعنة الام تقلع اسسها

لا تفتخر بهوان ابيك فان هوان ابيك ليس فخرا لك

بل فخر الانسان بكرامة ابيه ومذلة الام عار للبنين

يا بني اعن اباك في شيخوخته ولا تحزنه في حياته

و ان ضعف عقله فاعذر ولا تهنه وانت في وفور قوتك فان الرحمة للوالد لا تنسى

و باحتمالك هفوات امك تجزى خيرا

و على برك يبنى لك بيت وتذكر يوم ضيقك وكالجليد في الصحو تحل خطاياك

من خذل اباه فهو بمنزلة المجدف ومن غاظ امه فهو ملعون من الرب

يا بني اقض اعمالك بالوداعة فيحبك الانسان الصالح

ازدد تواضعا ما ازددت عظمة فتنال حظوة لدى الرب

لان قدرة الرب عظيمة وبالمتواضعين يمجد

لا تطلب ما يعييك نيله ولا تبحث عما يتجاوز قدرتك لكن ما امرك الله به فيه تامل ولا ترغب في استقصاء اعماله الكثيرة

فانه لا حاجة لك ان ترى المغيبات بعينيك

و ما جاوز اعمالك فلا تكثر الاهتمام به

فانك قد اطلعت على اشياء كثيرة تفوق ادراك الانسان

و ان كثيرين قد اضلهم زعمهم وازل عقولهم وهمهم الفاسد

القلب القاسي عاقبته السوء والذي يحب الخطر يسقط فيه

القلب الساعي في طريقين لا ينجح والفاسد القلب يعثر فيهما

القلب القاسي يثقل بالمشقات والخاطئ يزيد خطيئة على خطيئة

داء المتكبر لا دواء له لان جرثومة الشر قد تاصلت فيه

قلب العاقل يتامل في المثل ومنية الحكيم اذن سامعة

القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في اعمال البر

الماء يطفئ النار الملتهبة والصدقة تكفر الخطايا

من صنع جميلا ذكر في اواخره وصادف سندا في يوم سقوطه

 

 

الإصحاح الرابع

يا بني لا تحرم المسكين ما يعيش به ولا تماطل عيني المعوز

لا تحزن النفس الجائعة ولا تغظ الرجل في فاقته

لا تزد القلب المغيظ قلقا ولا تماطل المعوز بعطيتك

لا تاب اعطاء البائس سؤله ولا تحول وجهك عن المسكين

لا تصرف طرفك عن المعوز ولا تصنع شيئا يجلب عليك لعنة الانسان

فان من يلعنك بمرارة نفسه يستجيب صانعه دعاءه

كن متوددا الى الجماعة واخفض راسك لذي الوجاهة

امل اذنك الى المسكين واجبه برفق ووداعة

انقذ المظلوم من يد الظالم ولا تكن صغير النفس في القضاء

كن ابا لليتامى وبمنزلة رجل لامهم

فتكون كابن العلي وهو يحبك اكثر من امك

الحكمة تنشئ لها بنين والذين يلتمسونها تضمهم اليها

من احبها احب الحياة والذين يبتكرون اليها يمتلئون سرورا

من ملكها يرث مجدا وحيثما دخلت فهناك بركة الرب

الذين يعبدونها يخدمون القدوس والذين يحبونها يحبهم الرب

من سمع لها يحكم على الامم ومن اقبل اليها يسكن مطمئنا

اذا استسلم لها يرثها واعقابه يبقون على امتلاكها

فانها في اول الامر تسلك معه بعوج

فتلقي عليه الخوف والرعب وتمتحنه بتاديبها الى ان تثق بنفسه وتختبره في احكامها

ثم تعود فتعامله باستقامة وتسره

و تكشف له اسرارها وتجمع فيه كنوزا من العلم وفهم البر

و اما اذا ذهب في الضلال فهي تخذله وتسلمه الى مصرعه

يا بني احرص على الزمان واحتفظ من الشر

و لا تستحي في امر نفسك

فان من الحياء ما يجلب الخطيئة ومنه ما هو مجد ونعمة

لا تحاب الوجوه فذلك ضرر لنفسك

و لا تستحي حياء به هلاكك

لا تمتنع من الكلام في وقت الخلاص ولا تكتم حكمتك اذا جمل ابداؤها

فانما تعرف الحكمة بالكلام والتاديب بنطق اللسان

لا تخالف الحق بل استحي من جهالتك

لا تستحي ان تعترف بخطاياك ولا تغالب مجرى النهر

و لا تتذلل للرجل الاحمق ولا تحاب وجه المقتدر

جاهد عن الحق الى الموت والرب الاله يقاتل عنك

لا تكن جافيا في لسانك ولا كسلا متوانيا في اعمالك

لا تكن كاسد في بيتك وكمجنون بين اهلك

لا تكن يدك مبسوطة للاخذ مقبوضة عن العطاء

 

 

الإصحاح الخامس

لا تعتد باموالك ولا تقل لي بها كفاية

لا تتبع هواك ولا قوتك لتسير في شهوات قلبك

و لا تقل من يتسلط على فان الرب ينتقم منك انتقاما

لا تقل قد خطئت فاي سوء اصابني فان الرب طويل الاناة

لا تكن بلا خوف من قبل الخطيئة المغفورة لتزيد خطيئة على خطيئة

و لا تقل رحمته عظيمة فيغفر كثرة خطاياي

فان عنده الرحمة والغضب وسخطه يحل على الخطاة

لا تؤخر التوبة الى الرب ولا تتباطا من يوم الى يوم

فان غضب الرب ينزل بغتة ويستاصل في يوم الانتقام

لا تعتد باموال الظلم فانها لا تنفعك شيئا في يوم الانتقام

لا تنقلب مع كل ريح ولا تسر في كل طريق فانه كذلك يفعل الخاطئ ذو اللسانين

بل كن ثابتا في فهمك وليكن كلامك واحدا

كن سريعا في الاستماع وكثير التاني في احارة الجواب

ان كان لك فهم فجاوب قريبك والا فاجعل يدك على فمك

في الكلام كرامة وهوان ولسان الانسان تهلكته

لا تدع نماما ولا تختل بلسانك

فان للسارق الخزي ولذي اللسانين المذمة الشديدة

لا تكن جاهلا في كبيرة ولا في صغيرة

 

 

الإصحاح السادس

و لا تصر عدوا بعد ان كنت صديقا فان القبيح السمعة يرث الخزي والعار وكذلك الخاطئ ذو اللسانين

لا تكن كثور مستكبرا بافكار قلبك لئلا تسلب نفسك

فتاكل اوراقك وتتلف اثمارك وتترك نفسك كالخشب اليابس

النفس الشريرة تهلك صاحبها وتجعله شماتة لاعدائه

الفم العذب يكثر الاصدقاء واللسان اللطيف يكثر المؤانسات

ليكن المسالمون لك كثيرين واصحاب سرك من الالف واحدا

اذا اتخذت صديقا فاتخذه عن خبرة ولا تثق به سريعا

فان لك صديقا في يومه ولكنه لا يثبت في يوم ضيقك

و صديقا يصير عدوا فيكشف عار مخاصمتك

و صديقا يشترك في مائدتك ولكنه لا يثبت في يوم ضيقك

يكون نظيرك في اموالك ويتخذ دالة بين اهل بيتك

لكنه اذا انحططت يكون ضدك ويتوارى عن وجهك

تباعد عن اعدائك واحذر من اصدقائك

الصديق الامين معقل حصين ومن وجده فقد وجد كنزا

الصديق الامين لا يعادله شيء وصلاحه لا موازن له

الصديق الامين دواء الحياة والذين يتقون الرب يجدونه

من يتقي الرب يحصل على صداقة صالحة لان صديقه يكون نظيره

يا بني اتخذ التاديب منذ شبابك فتجد الحكمة الى مشيبك

مثل الحارث والزارع اقبل اليها وانتظر ثمارها الصالحة

فانك تتعب في حراثتها قليلا وتاكل من غلاتها سريعا

ما اصعبها على الغير المتادبين ان فاقد اللب لا يستمر عليها

فانها له كحجر الامتحان الثقيل فلا يلبث ان يتركها

لان الحكمة هي كاسمها ولا تستبين لكثيرين والذين يعرفونها تثبت فيهم الى مشاهدة الله

اسمع يا بني واقبل رايي ولا تنبذ مشورتي

و ادخل رجليك في قيودها وعنقك في غلها

احن عاتقك واحملها ولا تغتظ من سلاسلها

اقبل اليها بكل نفسك واحفظ طرقها بكل قوتك

ابحث واطلب فتتعرف لك واذا فزت بها فلا تهملها

فانك في اواخرك تجد راحتها وتتحول لك مسرة

فتكون لك قيودها حماية قوة واغلالها حلة مجد

لان عليها حليا من ذهب وسلاسلها سلك سمنجوني

فتلبسها حلة مجد لك وتعقدها اكليل ابتهاج

ان شئت يا بني فانك تتادب وان استسلمت تستفيد دهاء

ان احببت ان تسمع فانك تعي وان املت اذنك تصير حكيما

قف في جماعة الشيوخ ومن كان حكيما فلازمه ارغب ان تسمع كل حديث الهي ولا تهمل امثال التعقل

و ان رايت عاقلا فابتكر اليه ولتطا قدمك درج بابه

تروا في اوامر الرب وفي وصاياه تامل كل حين فهو يثبت قلبك وينيلك ما تتمناه من الحكمة

 

 

الإصحاح السابع

لا تعمل الشر فلا يلحقك الشر

تباعد عن الاثيم فيميل الاثيم عنك

يا بني لا تزرع في خطوط الاثم لئلا تحصد ما زرعت سبعة اضعاف

لا تلتمس من الرب رئاسة ولا من الملك كرسي مجد

لا تدع البر امام الرب ولا الحكمة لدى الملك

لا تبتغ ان تصير قاضيا لعلك لا تستطيع ان تستاصل الظلم فربما هبت وجه المقتدر فتضع في طريق استقامتك حجر عثار

لا تخطا الى جماعة المدينة ولا تطرح نفسك بين الجمهور

لا تعد الى الخطيئة ثانية فانك لا تكون مزكى من الاولى

لا تكن صغير النفس في صلاتك

و لا تهمل الصدقة

لا تقل ان الله ينظر الى كثرة تقادمي واذا قربتها للعلي فهو يقبلها

لا تستهزئ باحد في مرارة نفسه فانه يوجد من يخفض ويرفع

لا تفتر الكذب على اخيك ولا تختلقه على صديقك

لا تبتغ ان تكذب بشيء فان تعود الكذب ليس للخير

لا تكثر الكلام في جماعة الشيوخ ولا تكرر الالفاظ في صلاتك

لا تكره الشغل المتعب ولا الحراثة التي سنها العلي

لا تنظم نفسك في عداد الخاطئين

اذكر ان الغضب لا يبطئ

ضع نفسك جدا لان عقاب المنافق نار ودود

لا تبدل صديقا بشيء زمني ولا اخا خالصا بذهب اوفير

لا تفارق امراتك اذا كانت حكيمة صالحة فان نعمتها فوق الذهب

لا تعنت عبدا يجد في عمله ولا اجيرا يبذل نفسه

لتحبب نفسك العبد العاقل ولا تمنعه العتق

ان كانت لك دواب فتعهدها وان كان لك منها نفع فابقها عندك

ان كان لك بنون فادبهم واخضع رقابهم من صبائهم

ان كانت لك بنات فصن اجسامهن ولا يكن وجهك اليهن كثير الطلاقة

زوج بنتك تقض امرا عظيما وسلمها الى رجل عاقل

ان كانت لك امراة على وفق قلبك فلا ترفضها اما المكروهة فلا تسلم اليها نفسك

اكرم اباك بكل قلبك ولا تنس مخاض امك

اذكر انك بهما كونت فماذا تجزيهما مكافاة عما جعلا لك

اخش الرب بكل نفسك واحترم كهنته

احبب صانعك بكل قوتك ولا تهمل خدامه

اتق الرب واكرم الكاهن

و اعطه حصته بحسب ما امرت به والباكورة لاجل الخطاء

و عطية الاكتاف وذبيحة التقديس وباكورة الاقداس

و ابسط يدك للفقير لكي تكمل بركتك

كن عارفا للجميل من كل حي ولا تنكر على الميت جميله

لا تتوار عن الباكين ونح مع النائحين

لا تتقاعد عن عيادة المرضى فانك بمثل ذلك تكون محبوبا

في جميع اعمالك اذكر اواخرك فلن تخطا الى الابد

 

 

الإصحاح الثامن

لا تخاصم المقتدر لئلا تقع في يديه

لا تنازع الغني لئلا يجعل عليك ثقلا

فان الذهب اهلك كثيرين وازاغ قلوب الملوك

لا تخاصم الفتيق اللسان ولا تجمع على ناره حطبا

لا تمازح الناقص الادب لئلا يهين اسلافك

لا تعير المرتد عن الخطيئة اذكر انا باجمعنا نستوجب المؤاخذة

لا تهن احدا في شيخوخته فان الذين يشيخون هم منا

لا تشمت بموت احد اذكر انا باجمعنا نموت

لا تستخف بكلام الحكماء بل كن لهجا بامثالهم

فانك منهم تتعلم التاديب والخدمة للعظماء

لا تهمل كلام الشيوخ فانهم تعلموا من ابائهم

و منهم تتعلم الحكمة وان ترد الجواب في وقت الحاجة

لا توقد جمر الخاطئ لئلا تحترق بنار لهيبه

لا تنتصب في وجه الشاتم لئلا يترصد لفمك في الكمين

لا تقرض من هو اقوى منك فان اقرضته شيئا فاحسب انك قد اضعته

لا تكفل ما هو فوق طاقتك فان كفلت فاهتم اهتمام من يفي

لا تحاكم القاضي لانه يحكم له بحسب رايه

لا تسر في الطريق مع المتقحم لئلا يجلب عليك وبالا فانه يسعى في هوى نفسه فتهلك انت بجهله

لا تشاجر الغضوب ولا تسر معه في الخلاء فان الدم عنده كلا شيء فيصرعك حيث لا ناصر لك

لا تشاور الاحمق فانه لا يستطيع كتمان الكلام

لا تباشر امرا سريا امام الاجنبي فانك لا تعلم ما سيبدو منه

لا تكشف ما في قلبك لكل انسان فعساه لا يجزيك شكرا

 

 

الإصحاح التاسع

لا تغر على المراة التي في حجرك ولا تعلم عليك تعليما سيئا

لا تسلم نفسك الى المراة لئلا تتسلط على قدرتك

لا تلق المراة البغي لئلا تقع في اشراكها

لا تالف المغنية لئلا تصطاد بفنونها

لا تتفرس في العذراء لئلا تعثرك محاسنها

لا تسلم نفسك الى الزواني لئلا تتلف ميراثك

لا تسرح بصرك في ازقة المدينة ولا تتجول في اخليتها

اصرف طرفك عن المراة الجميلة ولا تتفرس في حسن الغريبة

فان حسن المراة اغوى كثيرين وبه يتلهب العشق كالنار

كل امراة زانية تداس كالزبل في الطريق

كثيرون افتتنوا بجمال المراة الغريبة فكان حظهم الرذل لان محادثتها تتلهب كالنار

لا تجالس ذات البعل البتة ولا تتكئ معها على المرفق

و لا تكن لها منادما على الخمر لئلا تميل نفسك اليها وتزل بقلبك الى الهلاك

لا تقاطع صديقك القديم فان الحديث لا يماثله

الصديق الحديث خمر جديدة اذا عتقت لذ لك شربها

لا تغر من مجد الخاطئ فانك لا تعلم كيف يكون انقلابه

لا ترتض بمرضاة المنافقين اذكر انهم الى الجحيم لا يتزكون

تباعد عمن له سلطان على القتل فلا تجري في خاطرك مخافة الموت

و ان دنوت منه فلا تجرم لئلا يذهب بحياتك

اعلم انك تتخطى بين الفخاخ وتتمشى على متارس المدن

اختبر الناس ما استطعت وشاور الحكماء منهم

ليكن مؤاكلوك من الابرار وافتخارك بمخافة الرب

اجعل عشرتك مع العقلاء وكل حديثك في شريعة العلي

يثنى على عمل الصناع لاجل ايديهم اما رئيس الشعب فانه حكيم لاجل كلامه

الفتيق اللسان يخاف منه في مدينته والهاذر في كلامه يمقت

 

 

الإصحاح العاشر

القاضي الحكيم يؤدب شعبه وتدبير العاقل يكون مرتبا

كما يكون قاضي الشعب يكون الخادمون له وكما يكون رئيس المدينة يكون جميع سكانها

الملك الفاقد التاديب يدمر شعبه والمدينة تعمر بعقل ولاتها

ملك الارض في يد الرب فهو يقيم عليها في الاوان اللائق من به نفعها

فوز الرجل في يد الرب وعلى وجه الكاتب يجعل مجده

اذا ظلمك القريب في شيء فلا تحنق عليه ولا تات شيئا من امور الشتم

الكبرياء ممقوتة عند الرب والناس وشانها ارتكاب الاثم امام الفريقين

انما ينقل الملك من امة الى امة لاجل المظالم والشتائم والاموال

لا احد اقبح جرما من البخيل لماذا يتكبر التراب والرماد

لا احد اكبر اثما ممن يحب المال لان ذاك يجعل نفسه ايضا سلعة وقد اطرح احشاءه مدة حياته

كل سلطان قصير البقاء ان المرض الطويل يثقل على الطبيب

فيحسم الطبيب المرض قبل ان يطول هكذا الملك يتسلط اليوم وفي غد يموت

و الانسان عند مماته يرث الافاعي والوحوش والدود

اول كبرياء الانسان ارتداده عن الرب

اذ يرجع قلبه عن صانعه فالكبرياء اول الخطاء ومن رسخت فيه فاض ارجاسا

و لذلك انزل الرب باصحابها نوازل غريبة ودمرهم عن اخرهم

نقض الرب عروش السلاطين واجلس الودعاء مكانهم

قلع الرب اصول الامم وغرس المتواضعين مكانهم

قلب الرب بلدان الامم وابادها الى اسس الارض

اقحل بعضها واباد سكانها وازال من الارض ذكرهم

محا الرب ذكر المتكبرين وابقى ذكر المتواضعين بالروح

لم تخلق الكبرياء مع الناس ولا الغضب مع مواليد النساء

اي نسل هو الكريم نسل الانسان اي نسل هو الكريم المتقون للرب اي نسل هو اللئيم نسل الانسان اي نسل هو اللئيم المتعدون الوصايا

فيما بين الاخوة يكون رئيسهم مكرما هكذا في عيني الرب الذين يتقونه

الغني والمجيد والفقير فخرهم مخافة الرب

ليس من الحق ان يهان الفقير العاقل ولا من اللائق ان يكرم الرجل الخاطئ

العظيم والقاضي والمقتدر يكرمون وليس احد منهم اعظم ممن يتقي الرب

العبد الحكيم يخدمه الاحرار والرجل العاقل لا يتذمر

لا تعتل عن الاشتغال بالاعمال ولا تنتفخ في وقت الاعسار

فان الذي يشتغل بكل عمل خير ممن يتمشى او ينتفخ وهو في فاقة الى الخبز

يا بني مجد نفسك بالوداعة واعط لها من الكرامة ما تستحق

من خطئ الى نفسه فمن يزكيه ومن يكرم الذي يهين حياته

الفقير يكرم من اجل عمله والغني يكرم لاجل غناه

من اكرم مع الفقر فكيف مع الغنى ومن اهين مع الغنى فكيف مع الفقر

 

 

الإصحاح الحادي عشر

حكمة الوضيع ترفع راسه وتجلسه في جماعة العظماء

لا تمدح الرجل لجماله ولا تذم الانسان لمنظره

النحل صغير في الطيور وجناه راس كل حلاوة

لا تفتخر بتردي الثياب ولا تترفع في يوم الكرامة فان اعمال الرب عجيبة وافعاله خفية عن البشر

كثيرون من المتسلطين جلسوا على التراب والخامل الذكر لبس التاج

كثيرون من المقتدرين لحقهم اشد الهوان والمكرمون سلموا الى ايدي الاخرين

لا تذم قبل ان تفحص تفهم اولا ثم وبخ

لا تجاوب قبل ان تسمع ولا تعترض حديث احد قبل تمامه

لا تجادل في امر لا يعنيك ولا تجلس للقضاء مع الخطاة

يا بني لا تتشاغل باعمال كثيرة فانك ان اكثرت منها لم تخل من ملام ان تتبعتها لم تحشها وان سبقتها لم تنج

رب انسان ينصب ويتعب ويجد ولا يزداد الا فاقة

و رب انسان بليد فاقد المدد قليل القوة كثير الفقر

نظرت اليه عينا الرب بالخير فنعشه من ضعته ورفع راسه فتعجب منه كثيرون

الخير والشر الحياة والموت الفقر والغنى من عند الرب

الحكمة والعلم ومعرفة الشريعة من عند الرب المحبة وطرق الاعمال الصالحة من عنده

الضلال والظلمة خلقا مع الخطاة والذين يرتاحون الى الشر في الشر يشيخون

عطية الرب تدوم للاتقياء ومرضاته تفوز الى الابد

رب غني استغنى باهتمامه وامساكه وانما حظه من اجرته

ان يقول قد بلغت الراحة وانا الان اكل من خيراتي

و هو لا يعلم كم يمضي من الزمان حتى يترك ذلك لغيره ويموت

اقم على عهدك وثابر عليه وشخ في عملك

لا تعجب من اعمال الخطاة امن بالرب وابق على جهدك

فانه هين في عيني الرب ان يغني المسكين في الحال بغتة

بركة الرب في اجرة التقي وهو في لحظة يجعل بركته مزهرة

لا تقل اي حاجة لي واي خير يحصل لي منذ الان

لا تقل لي ما يكفيني فلم اتعنى منذ الان

ان البؤوس تنسى في يوم النعم والنعم لا تذكر في يوم البؤوس

فانه هين عند الرب ان يجازي الانسان بحسب طرقه يوم الموت

شر ساعة ينسي اللذات وفي وفاة الانسان انكشاف اعماله

لا تغبط احدا قبل موته ان الرجل يعرف ببنيه

لا تدخل كل انسان الى بيتك فان مكايد الغشاش كثيرة

كصفة الحجل الصياد في القفص صفة قلب المتكبر وهو كراصد يرقب السقوط

فانه يكمن محولا الخير الى الشر ويصم المختارين بالنقائص

من شرارة واحدة يكثر الحريق والرجل الخاطئ يكمن للدم

احذر من الخبيث الذي يخترع المساوئ لئلا يجلب عليك عارا الى الابد

ادخل الاجنبي الى بيتك فيقلب احوالك بالمشاغب ويطردك عن خاصتك

 

 

الإصحاح الثاني عشر

اذا احسنت فاعلم الى من تحسن فيكون معروفك مرضيا

احسن الى التقي فتنال جزاء ان لم يكن من عنده فمن عند العلي

لا خير لمن يواظب على الشر ولا يتصدق لان العلي يمقت الخطاة ويرحم التائبين

اعط التقي ولا تمد الخاطئ فانه سينتقم من المنافقين والخطاة لكنه يحفظهم ليوم الانتقام

اعط الصالح ولا تؤاس الخاطئ

احسن الى المتواضع ولا تعط المنافق امنع خبزك ولا تعطه له لئلا يتقوى به عليك

فتصادف من الشر اضعاف كل ما كنت تصنع اليه من المعروف ان العلي يمقت الخطاة ويكافئ المنافقين بالانتقام

لا يعرف الصديق في السراء ولا يخفى العدو في الضراء

في سراء الرجل اعداؤه محزونون وفي ضرائه الصديق ايضا ينصرف

لا تثق بعدوك ابدا فان خبثه كصدا النحاس

و ان كان متواضعا يمشي مطرقا فتنبه لنفسك وتحرز منه فانك تكون معه كمن جلا مراة وستعلم ان نقاءها من الصدا لا يدوم

لا تجعله قريبا منك لئلا يقلبك ويقيم في مكانك لا تجلسه عن يمينك لئلا يطمع في كرسيك واخيرا تفهم كلامي وتنخس باقوالي

من يرحم راقيا قد لدغته الحية او يشفق على الذين يدنون من الوحوش هكذا الذي يساير الرجل الخاطئ يمتزج بخطاياه

انه يلبث معك ساعة وان ملت لا يثبت

العدو يظهر حلاوة من شفتيه وفي قلبه ياتمر ان يسقطك في الحفرة

العدو تدمع عيناه وان صادف فرصة يشبع من الدم

ان صادفك شر وجدته هناك قد سبقك

و فيما يوهمك انه معين لك يعقل رجلك

يهز راسه ويصفق بيديه ويهمس باشياء كثيرة ويغير وجهه

 

 

الإصحاح الثالث عشر

من لمس القير توسخ ومن قارن المتكبر اشبهه

لا ترفع ثقلا يفوق طاقتك ولا تقارن من هو اقوى واغنى منك

كيف يقرن بين قدر الخزف والمرجل انها اذا صدمت تنكسر

الغني يظلم ويصخب والفقير يظلم ويتضرع

ان كنت نافعا استغلك وان كنت عقيما خذلك

ان كان لك مال عاشرك واستنفذ مالك وهو لا يتعب

ان كان له بك حاجة غرك وتبسم اليك ووعدك وكلمك بالخير وقال ما حاجتك

و قدم لك من الاطعمة ما يخجلك حتى يستنفذ ما لك في مرتين او ثلاث واخيرا يستهزئ بك ويراك بعد ذلك فيخذلك وينغض راسه عليك

اخشع لله وانتظر يده

احذر ان تغتر وتتذلل في جهالتك

لا تكن ذليلا في حكمتك لئلا يستدرجك الذل الى الجهالة

اذا دعاك مقتدر فتوار فبذلك يزيد في دعوته لك

لا تقتحم لئلا تطرد ولا تقف بعيدا لئلا تنسى

لا تقدم على محادثته ولا تثق بكلامه الكثير فانه بكثرة مخاطبته يختبرك وبتبسمه اليك يفحصك

انه بلا رحمة لا ينجز ما وعد ولا يمسك عن الاساءة والقيود

احترز وتنبه جدا فانك على شفا السقوط

و ان سمعت بهذه في منامك فتيقظ

في حياتك كلها احبب الرب وادعه لخلاصك

كل حيوان يحب نظيره وكل انسان يحب قريبه

كل ذي جسد يصاحب نوعه والرجل يلازم نظيره

ايقارن الذئب الحمل كذلك شان الخاطئ مع التقي

اي سلام بين الضبع والكلب واي سلام بين الغني والفقير

الفراء في البرية صيد الاسود وكذلك الفقراء هم مراعي الاغنياء

التواضع رجس عند المتكبر وهكذا الفقير رجس عند الغني

الغني اذا تزعزع يثبته اصدقاؤه والمتواضع اذا سقط فاصدقاؤه يطردونه

يزل الغني فيعينه كثيرون يتكلم بالمنكرات فيبرئونه

يزل المتواضع فيوبخونه ينطق بعقل فلا يجعلون لكلامه موضعا

يتكلم الغني فينصت الجميع ويرفعون مقالته الى السحاب

يتكلم الفقير فيقولون من هذا وان عثر يصرعونه

الغنىش يحسن بمن لا خطية له والفقر مستقبح في فم المنافق

قلب الانسان يغير وجهه اما الى الخير واما الى الشر

طلاقة الوجه من طيب القلب والبحث عن الامثال يجهد الافكار

 

 

الإصحاح الرابع عشر

طوبى للرجل الذي لم يزل بفيه ولم ينخسه الندم على الخطيئة

طوبى لمن لم يقض عليه ضميره ولم يسقط من رجائه

الغنى لا يجمل بالرجل الشحيح وما منفعة الاموال مع الانسان الحسود

من اختزن بخسران نفسه فانما يختزن للاخرين ويتنعم بخيراته غيره

من اساء الى نفسه فالى من يحسن الم تره لا يتمتع من امواله

لا اسوا ممن يحسد نفسه ان ذلك جزاء خبثه

و ان هو احسن فعن سهو وفي الاخر يبدي خبثه

لا اخبث ممن يحسد بعينه ويحول وجهه ويحتقر النفوس

عين البخيل لا تشبع من حظه وظلم الشرير يضني نفسه

العين الشريرة تحسد على الخبز وعلى مائدتها تكون في عوز

يا بني انفق على نفسك بحسب ما تملك وقرب للرب تقادم تليق به

اذكر ان الموت لا يبطئ الم يبلغك عهد الجحيم

قبل ان تموت احسن الى صديقك وعلى قدر طاقتك ابسط يدك واعطه

لا تخسر يوما صالحا ولا يفتك حظ خير شهي

الست مخلفا اتعابك لاخر وما جهدت فيه للاقتسام بالقرعة

اعط وخذ وزك نفسك

قبل وفاتك اصنع البر فانه لا سبيل الى التماس الطعام في الجحيم

كل جسد يبلى مثل الثوب لان العهد من البدء انه يموت موتا فكما ان اوراق شجرة كثيفة

بعضها يسقط وبعضها ينبت كذلك جيل اللحم والدم بعضهم يموت وبعضهم يولد

كل عمل فاسد يزول وعامله يذهب معه

و كل عمل منتقى يبرر وعامله يكرم لاجله

طوبى للرجل الذي يتامل في الحكمة ويتحدث بها في عقله

و يتفكر في طرقها بقلبه ويتبصر في اسرارها ينطلق في اثرها كالباحث ويترقب عند مداخلها

و يتطلع من كواتها ويتسمع عند ابوابها

و يحل بقرب بيتها ويضرب وتدا في حائطها وينصب خيمته بجانبها وينزل بمنزل الخيرات

يجعل بنيه في كنفها ويسكن تحت اغصانها

يستتر بظلها من الحر وفي مجدها يجد راحة

 

 

الإصحاح الخامس عشر

الذي يتقي الرب يعمل ذلك والذي يتمسك بالشريعة ينال الحكمة

تبادر اليه كام وتتخذه كامراة بكر

تطعمه خبز العقل وتسقيه ماء الحكمة فيها يترسخ فلا يتزعزع

و عليها يعتمد فلا يخزى فترفع مقامه عند اصحابه

و تفتح فاه في الجماعة وتملاه من روح الحكمة والعقل وتلبسه حلة المجد

فيرث السرور واكليل الابتهاج واسما ابديا

الجهال من الناس لا يدركونها اما العقلاء فيبادرون اليها والخطاة لا يرونها لانها بعيدة عن الكبرياء والمكر

الكذابون من الناس لا يذكرونها اما الصادقون فيوجدون فيها ويفلحون الى ان يشاهدوا الله

لا يجمل الحمد في فم الخاطئ

لان الخاطئ لم يرسله الرب انما ينطق بالحمد ذو الحكمة والرب ينجحه

لا تقل انما ابتعادي عنها من الرب بل امتنع عن عمل ما يبغضه

لا تقل هو اضلني فانه لا حاجة له في الرجل الخاطئ

كل رجس مبغض عند الرب وليس بمحبوب عند الذين يتقونه

هو صنع الانسان في البدء وتركه في يد اختياره

و اضاف الى ذلك وصاياه واوامره

فان شئت حفظت الوصايا ووفيت مرضاته

و عرض لك النار والماء فتمد يدك الى ما شئت

الحياة والموت امام الانسان فما اعجبه يعطى له

ان حكمة الرب عظيمة هو شديد القدرة ويرى كل شيء

و عيناه الى الذين يتقونه ويعلم كل اعمال الانسان

لم يوص احدا ان ينافق ولا اذن لاحد ان يخطئ

لانه لا يحب كثرة البنين الكفرة الذين لا خير فيهم

 

 

الإصحاح السادس عشر

لا تشته كثرة اولاد لا خير فيهم ولا تفرح بالبنين المنافقين ولا تسر بكثرتهم اذا لم تكن فيهم مخافة الرب

لا تثق بحياتهم وتلتفت الى مكانهم

ولد واحد يتقي الرب خير من الف منافقين

و الموت بلا ولد خير من الاولاد المنافقين

لانه بعاقل واحد تعمر المدينة وقبيلة من الاثماء تخرب

كثير من امثال هذه رايته بعيني واعظم منها سمعت به اذني

في مجمع الخطاة تتقد النار وفي الامة الكافرة يضطرم الغضب

لم يعف عن الجبابرة الاولين الذين تمردوا بقوتهم

و لم يشفق على جيل لوط الذين مقتهم لكبريائهم

و لم يرحم امة الهلاك المتعظمين بخطاياهم

و كذلك الست مئة الف من الرجالة الذين تعصبوا بقساوة قلوبهم بل لو وجد واحد قاسي الرقبة لكان من العجب ان يصفح عنه

لان الرحمة والغضب من عنده هو رب العفو وساكب الغضب

كما انه كثير الرحمة هكذا هو شديد العقاب فيقضي على الرجل بحسب اعماله

لا يفلت الخاطئ بغنائمه ولا يضيع الرب صبر التقي

لكل رحمة يجعل موضعا وكل واحد يلقى ما تستحق اعماله

لا تقل ساتوارى عن الرب العل احدا من العلى يذكرني

اني في شعب كثير لا اذكر فماذا تعتبر نفسي في خلق لا يقدر

ها ان السماء وسماء سماء الله والغمر والارض تتزعزع عند افتقاده

و الجبال واسس الارض ترتعد رعبا عندما ينظر اليها

و في ذلك لا يتامل القلب

و ليس من يفهم طرقه رب زوبعة لا يبصرها الانسان

فان اكثر اعمال الرب في الخفاء اعمال العدل من يخبر بها او من يحتملها ان العهد بعيد والفحص عن الجميع يكون عند الانقضاء

المتواضع القلب يتامل في ذلك اما الرجل الجاهل الضال فيتامل في الحماقات

اسمع لي يا بني وتعلم العلم ووجه قلبك الى كلامي

اني اعبر عن التاديب بوزن وابدي العلم بتدقيق

جميع اعمال الرب من البدء قدرها بحكمة ومنذ انشائها ميز اجزاءها

زين اعماله الى الدهر ومبادئها الى احقابها فلم تجع ولم تتعب ولم تزل تعمل

و لم يضايق بعضها بعضا

و هي لا تعاصي كلمته مدى الدهر

و بعد ذلك نظر الرب الى الارض وملاها من خيراته

و نفوس ذوي الحياة تغطي وجهها واليها تعود

 

 

الإصحاح السابع عشر

خلق الرب الانسان من الارض

و اليها اعاده

جعل لهم وقتا واياما معدودة واتاهم سلطانا على كل ما فيها والبسهم قوة بحسب طبيعتهم وصنعهم على صورته

القى رعبه على كل ذي جسد وسلطه على الوحش والطير

خلق منه عونا بازائه واعطاهم اختيارا ولسانا وعينين واذنين وقلبا يتفكر

و ملاهم من معرفة الحكمة واراهم الخير والشر

و جعل عينه على قلوبهم ليظهر لهم عظائم اعماله

ليحمدوا اسمه القدوس ويخبروا بعظائم اعماله

و زادهم العلم واورثهم شريعة الحياة

و عاهدهم عهد الدهر واراهم احكامه

فرات عيونهم عظائم المجد وسمعت اذانهم مجد صوته وقال لهم احترزوا من كل ظلم

و اوصاهم كل واحد في حق القريب

طرقهم امامه في كل حين فهي لا تخفى عن عينيه

لكل امة اقام رئيسا

اما اسرائيل فهو نصيب الرب

جميع اعمالهم كالشمس امامه وعيناه على الدوام تنظران الى طرقهم

لم تخف عنه اثامهم بل جميع خطاياهم امام الرب

صدقة الرجل كخاتم عنده فيحفظ احسان الانسان كحدقة عينه

و بعد ذلك يقوم ويجازيهم يجازيهم جزاءهم على رؤوسهم ويهبطهم الى بطون الارض

لكنه جعل للتائبين مرجعا وعزى ضعفاء الصبر ورسم لهم نصيب الحق

فتب الى الرب واقلع عن الخطايا

تضرع امام وجهه واقلل من العثرات

ارجع الى العلي واعرض عن الاثم وابغض الرجس اشد بغض فهل من حامد للعلي في الجحيم

تعلم اوامر الله واحكامه وكن ثابتا على حظ التقدمة والصلاة للعلي

ادخل في ميراث الدهر المقدس مع الاحياء المعترفين للرب

لا تلبث في ضلال المنافقين اعترف قبل الموت فان الاعتراف يعدم من الميت اذ يعود كلا شيء

انك ما دمت حيا معافى تحمد الرب وتفتخر بمراحمه

ما اعظم رحمة الرب وعفوه للذين يتوبون اليه

لا يستطيع الناس ان يحوزوا كل شيء لان ابن الانسان ليس بخالد

اي شيء اضوا من الشمس وهذه ايضا تكسف والشرير يفكر في اللحم والدم

الرب يستعرض جنود السماء العليا اما البشر فجميعهم تراب ورماد

 

 

الإصحاح الثامن عشر

الحي الدائم خلق جميع الاشياء عامة الرب وحده يتزكى

لم يسمح لاحد ان يخبر باعماله

و من استقصى عظائمه

من يعدد قوة عظمته ومن يقدم على تبيان مراحمه

ليس للانسان ان يسقط من عجائب الرب ولا ان يزيد عليها ولا ان يسبرها

اذا اتم الانسان فحينئذ يبتدئ واذا استراح فحينئذ يتحير

ما الانسان وما منفعته ما خيره وما شره

عدة ايام الانسان على الاكثر مئة سنة كنقطة ماء من البحر وكذرة من الرمل هكذا سنون قليلة في يوم الابدية

فلذلك طالت عليهم اناة الرب وافاض عليهم رحمته

راى وعلم ان منقلبهم هائل

فلذلك اكثر من العفو

رحمة الانسان لقريبه اما رحمة الرب فلكل ذي جسد

يوبخ ويؤدب ويعلم ويرد كالراعي رعيته

يرحم الذين يقبلون تاديبه ويبادرون الى العمل باحكامه

يا بني لا تقرن الصنيعة بالملام ولا العطية بكلام التنغيص

اليس الندى يبرد الحر هكذا الكلام افضل من العطية

اما ترى ان الكلام افضل من العطية وكلاهما عند الرجل المنعم عليه

تعيير الاحمق مكروه وعطية الحاسد تكل العيون

قبل القضاء كن على يقين من الحق وقبل الكلام تعلم

قبل المرض استطب وقبل القضاء افحص نفسك فتنال العفو ساعة الافتقاد

قبل المرض كن متواضعا وعند ارتكاب الخطايا ار توبتك

لا يحبسك شيء عن قضاء نذرك في وقته ولا تحجم عن اعمال البر حتى الموت فان ثواب الرب يبقى الى الابد

قبل الصلاة اهب نفسك ولا تكن كانسان يجرب الرب

اذكر الغضب في ايام الانقضاء ووقت الانتقام عند تحول الوجه

في وقت الشبع اذكر وقت الجوع وفي ايام الغنى اذكر الفقر والعوز

بين الغداة الى العشي يتغير الزمان وكل شيء سريع التحول امام الرب

الحكيم يتحذر في كل شيء وفي ايام الخطايا يحترز من الهفوات

كل عاقل يعرف الحكمة ويعترف لمن يجدها

العقلاء في الكلام يتممون اعمالهم بالحكمة ويفيضون الامثال السديدة

لا تكن تابعا لشهواتك بل عاص اهواءك

فانك ان ابحت لنفسك الرضى بالشهوة جعلتك شماتة لاعدائك

لا تتلذذ بكثرة المادب ولا تلزم نفسك الانفاق عليها

لا تفقر نفسك بالمادب تنفق عليها من الدين وليس في كيسك شيء فانك بذلك تكمن لحياتك

 

 

الإصحاح التاسع عشر

العامل الشريب لا يستغني والذي يحتقر اليسير يسقط شيئا فشيئا

الخمر والنساء تجعلان العقلاء اهل ردة

و الذي يخالط الزواني يزداد وقاحة السوس والدود يرثانه والنفس الوقحة تستاصل

من اسرع الى التصديق فهو خفيف العقل ومن خطئ فهو مجرم على نفسه

الذي يتلذذ بالاثم يلحقه الوصم والذي يكره التكلم يقلل الذنوب

الذي يخطا الى نفسه يندم والذي يتلذذ بالشر يلحقه الوصم

لا تنقل كلام السوء فلست بخاسر شيئا

لا تطلع على سرك صديقك ولا عدوك ولا تكشف ما في نفسك لاحد وان لم تكن فيك خطيئة

فانه يسمعك ثم يرصدك ويصير يوما عدوا لك

ان سمعت كلاما فليمت عندك ثق فانه لا يشقك

الاحمق يمخض بالكلمة مخاض الوالدة بالجنين

الكلمة في جوف الاحمق كنبل مغروز في فخذ لحيمة

عاتب صديقك فلعله لم يفعل وان كان قد فعل فلا يعود يفعل

عاتب صديقك فلعله لم يقل وان كان قد قال فلا يكرر القول

عاتب صديقك فان النميمة كثيرة

و لا تصدق كل كلام فرب زال ليست زلته من قلبه

و من الذي لم يخطا بلسانه عاتب قريبك قبل ان تهدده

و ابق مكانا لشريعة العلي كل الحكمة مخافة الرب وفي كل حكمة العمل بالشريعة

ليست الحكمة علم الشر وحيث تكون مشورة الخطاة فليست هناك الفطنة

فان من الشر ما هو رجس ومن الجهال من نقص حظه من الحكمة

ناقص العقل وهو تقي خير من وافر الفطنة وهو يتعدى الشريعة

رب دهاء يكون محكما وهو جائر

و رب رجل يهدم المحبة ليبدي العدل رب شرير يمشي مكبا في الحداد وبواطنه مملوءة مكرا

يكب بوجهه ويصم احدى اذنيه وحين لا تشعر يفاجئك

و ان منعه العجز من الاساءة فاذا صادف فرصة فعل

من منظره يعرف الرجل ومن استقبال الوجه يعرف العاقل

لبسة الرجل وضحكة الاسنان ومشية الانسان تخبر بما هو عليه

رب عتاب لا يجمل ورب صامت عن فطنة

 

 

الإصحاح العشرون

العتاب خير من الحقد والمقر يكفي الخسران

الخصي المتشهي يفسد البكر

و هكذا فعل من يقضي قضاء الجور

ما احسن ابداءك الندامة اذا وبخت فانك بذلك تجتنب الخطيئة الاختيارية

رب ساكت يعد حكيما ورب متكلم يكره لطول حديثه

من الساكتين من يسكت لانه لا يجد جوابا ومن يسكت لانه يعرف الاوقات

الانسان الحكيم يسكت الى حين اما العاتي والجاهل فلا يبالي بالاوقات

الكثير الكلام يمقت والمتسلط جورا يبغض

رب نجاح يكون لاذى صاحبه ورب وجدان يكون لخسرانه

رب عطية لا تنفعك ورب عطية تكون مضاعفة الجزاء

رب انحطاط سببه المجد ورب تواضع يرفع به الراس

رب مشتر كثيرا بقليل يدفع ثمنه سبعة اضعاف

الحكيم يحبب نفسه بالكلام ونعم الحمقى تفاض سدى

عطية الجاهل لا تنفعك لان له عوض العينين عيونا

يعطي يسيرا ويمتن كثيرا ويفتح فاه مثل المنادي

يقرض اليوم ويطالب غدا ان انسان مثل هذا لبغيض

يقول الاحمق لا صديق لي وصنائعي غير مشكورة

ان الذين ياكلون خبزي خبثاء اللسان ما اكثر المستهزئين به واكثر استهزاءاتهم

فانه لا يدركك حق الادراك ماذا يستبقي ولا يبالي بما لا يستبقي

الزلة عن السطح ولا الزلة من اللسان فان سقوط الاشرار يفاجئ سريعا

الانسان السمج كحديث في غير وقته لا يزال في افواه فاقدي الادب

يرذل المثل من فم الاحمق لانه لا يقوله في وقته

رب انسان يمنعه اقلاله عن الخطيئة وفي راحته لا ينخسه ضميره

من الناس من يهلك نفسه من الحياء وانما يهلكها لاجل شخص الجاهل

و من يعد صديقه من الحياء فيصيره عدوا له بغير سبب

الكذب عار قبيح في الانسان وهو لا يزال في افواه فاقدي الادب

السارق خير ممن يالف الكذب لكن كليهما يرثان الهلاك

شان الانسان الكذوب الهوان وخزيه معه على الدوام

الحكيم في الكلام يشتهر والانسان الفطن يرضي العظماء

الذي يفلح الارض يعلي كدسه والذي يرضي العظماء يكفر الذنب

الهدايا والرشى تعمي اعين الحكماء وكلجام في الفم تحجز توبيخاتهم

الحكمة المكتومة والكنز المدفون اي منفعة فيهما

الانسان الذي يكتم حماقته خير من الانسان الذي يكتم حكمته

 

 

الإصحاح الحادي والعشرون

يا بني ان خطئت فلا تزد بل استغفر عما سلف من الخطاء

اهرب من الخطيئة هربك من الحية فانها ان دنوت منها لدغتك

انيابها انياب اسد تقتل نفوس الناس

كل اثم كسيف ذي حدين ليس من جرحه شفاء

التقريع والشتم يسلبان الغنى وبمثل ذلك يسلب بيت المتكبر

تضرع الفقير يبلغ الى اذني الرب فيجرى له القضاء سريعا

من مقت التوبيخ فهو في اثر الخاطئ ومن اتقى الرب يتوب بقلبه

السليط اللسان بعيد السمعة لكن العاقل يعلم متى يسقط

من بنى بيتا باموال غيره فهو كمن يجمع حجارته في الشتاء

جماعة الاثماء مشاقة مجموعة وغايتها لهيب نار

طريق الخطاة مفروش بالبلاط وفي منتهاه حفرة الجحيم

من حفظ الشريعة فطن لروحها

و غاية مخافة الرب الحكمة

من لم يكن ذا دهاء لم يؤدب

و رب دهاء يكثر المرارة

علم الحكيم يفيض كالعباب ومشورته كينبوع حياة

باطن الاحمق كاناء مكسور لا يضبط شيئا من العلم

العالم اذا سمع كلام حكمة مدحه وزاد عليه اما الخليع فاذا سمعه كرهه ونبذه وراء ظهره

حديث الاحمق كحمل في الطريق وانما اللطف على شفتي العاقل

فم الفطن يبتغى في الجماعة وكلامه يتامل به في القلب

الحكمة للاحمق كبيت مخرب وعلم الجاهل كلام لا يفهم

التاديب للجهال كالقيود في الرجلين وكالوثاق في اليد اليمنى

الاحمق يرفع صوته عند الضحك اما ذو الدهاء فيبتسم قليلا بسكون

التاديب للفطن كحلية من ذهب وكسوار في ذراعه اليمنى

قدم الاحمق تسرع الى داخل البيت اما الانسان الواسع الخبرة فيستحيي

الجاهل يتطلع من الباب الى داخل البيت اما الرجل المتادب فيقف خارجا

من قلة الادب التسمع على الباب والفطن يستثقل ذلك الهوان

شفاه الجهال تحدث بالخزعبلات وكلام الفطنين يوزن بالميزان

قلوب الحمقى في افواههم وافواه الحكماء في قلوبهم

اذا لعن المنافق الشيطان فقد لعن نفسه

النمام ينجس نفسه ومعاشرته مكروهة

 

 

الإصحاح الثاني والعشرون

الكسلان اشبه بحجر قذر كل احد يصفر لهوانه

الكسلان اشبه بزبل الدمن كل من قبضه ينفض يده

الابن الفاقد الادب عار لابيه والبنت انما تعقب الخسران

البنت الفطينة ميراث لرجلها والبنت المخزية غم لوالدها

الوقحة تخزي اباها ورجلها وكلاهما يهينانها

الكلام في غير وقته كالغناء في النوح اما السياط والتاديب فهما في كل وقت حكمة

الذي يعلم الاحمق يجبر اناء من خزف

و ينبه مستغرقا في نومه

من كلم الاحمق فانما يكلم متناعسا فاذا انتهى قال ماذا

ابك على الميت لانه فقد النور وابك على الاحمق لانه فقد العقل

اقلل من البكاء على الميت فانه في راحة

اما الاحمق فحياته اشقى من موته

النوح على الميت سبعة ايام والنوح على الاحمق والمنافق جميع ايام حياته

لا تكثر الكلام مع الجاهل ولا تخالط الغبي

تحفظ منه لئلا يعنتك وينجسك برجسه

اعرض عنه فتجد راحة ولا يغمك سفهه

اي شيء اثقل من الرصاص وماذا يسمى الا احمق

الرمل والملح والحديد اخف حملا من الانسان الجاهل

عرق الخشب المربوطة في البناء لا تتفكك في الزلزلة كذلك القلب المعتمد على مشورة سديدة لا يخاف اصلا

القلب المستند على راي عاقل كزينة من رمل على حائط مصقول

كما ان الاوتاد الموضوعة في مكان عال لا تثبت امام الريح

كذلك قلب الاحمق الخائف الافكار لا يثبت امام هول من الاهوال

قلب الاحمق يخاف في افكاره اما الذي يستمر على وصايا الله في كل حين فلا يخاف ابدا

من نخس العين اسال الدموع ومن نخس القلب ابرز الحس

من رمى الطيور بالحجر نفرها ومن عير صديقه قطع الصداقة

ان جردت السيف على صديقك فلا تياس فانه يرجع

ان فتحت فمك على صديقك فلا تخف فانه يصالح الا في التعيير والتكبر وافشاء السر والجرح بالمكر فانه في هذه يفر كل صديق

ابق امينا للقريب في فقره لكي تشبع معه من خيراته

اثبت معه في وقت ضيقه لكي تشترك في ميراثه

قبل النار بخار الاتون والدخان وكذلك قبل الدماء التقريعات

لا استحيي ان ادفع عن صديقي ولا اتوارى عن وجهه ثم ان اصابني منه شر

فكل من يسمع بذلك يتحفظ منه

من يجعل حارسا لفمي وخاتما وثيقا على شفتي لئلا اسقط بسببهما ويهلكني لساني

 

 

الإصحاح الثالث والعشرون

ايها الرب الاب يا سيد حياتي لا تتركني ومشورة شفتي ولا تدعني اسقط بهما

من ياخذ افكاري بالسياط وقلبي بتاديب الحكمة بحيث لا يشفق على جهالاتي ولا تهمل خطاياي

لكي لا تتكاثر جهالاتي وتتوافر خطاياي فاسقط تجاه اضدادي ويشمت عدوي بي

ايها الرب الاب يا اله حياتي لا تتركني ومشورة شفتاي

لا تدعني اطمح بعيني والهوى اصرفه عني

لا تملكني شهوة البطن ولا الزنى ولا تسلمني الى نفس وقحة

ايها البنون دونكم ادب الفم فان من يحفظه لا يؤخذ بشفتيه

انه بهما يصطاد الخاطئ وبهما يعثر القاذف والمتكبر

لا تعود فاك الحلف

و لا تالف تسمية القدوس

فانه كما ان العبد الذي لا يزال يفحص لا يخلو من الحبط كذلك من لم يبرح يحلف ويسمي لا يتزكى

الرجل الحلاف يمتلئ اثما ولا يبرح السوط من بيته

و هو ان لم يف فعليه خطيئة وان استخف فخطيئته مضاعفة

و ان حلف باطلا لا يبرر وبيته يملا نوائب

و من الكلام كلام اخر يلابسه الموت لا كان في ميراث يعقوب

ان هذه كلها تبعد عن الاتقياء فلا يتمرغون في الخطايا

لا تعود فاك فحش الكلام فان ذلك لا يخلو من خطيئة

تذكر اباك وامك اذا جلست بين العظماء

لئلا تنساهما امامهم ويسفهك تعود معاشرتهم فتود لو لم تولد منهما وتلعن يوم ولادتك

من تعود كلام الشتيمة لا يتادب طول ايامه

من الناس صنفان يكثران من الخطايا وصنف ثالث يجلب الغضب

النفس المتوهجة كنار ملتهبة فلا تنطفئ الى ان تفنى

و الانسان الزاني بنجاسة لحمه فلا يكف الى ان يوقد النار

لان الانسان الزاني كل خبز يحلو له فلا يكل الى ان يفرغ

و الانسان الذي يتعدى على فراشه قائلا في نفسه من يراني

حولي الظلمة والحيطان تسترني ولا احد يراني فماذا اخشى ان العلي لا يذكر خطاياي

و هو انما يخاف من عيون البشر

و لا يعلم ان عيني الرب اضوا من الشمس عشرة الاف ضعف فتبصران جميع طرق البشر وتطلعان على الخفايا

هو عالم بكل شيء قبل ان يخلق فكذلك بعد ان انقضى

فهذا يعاقب في شوارع المدينة وحيث لا يظن يقبض عليه

و يهان من الجميع لانه لم يفهم مخافة الرب

هكذا ايضا المراة التي تترك بعلها وتجعل له وارثا من الغريب

لانها اولا عصت شريعة العلي وثانيا خانت رجلها وثالثا تنجست بالزنى واقامت نسلا من رجل غريب

فهذه يؤتى بها الى الجماعة وتبحث احوال اولادها

ان اولادها لا يتاصلون واغصانها لا تثمر

و هى تخلف ذكرا ملعونا وفضيحتها لا تمحى

فيعرف المتخلفون ان لا شيء افضل من مخافة الرب ولا شيء اعذب من رعاية وصايا الرب

ان اتباع الله مجد عظيم وفي قبوله لك طول ايام

 

 

الإصحاح الرابع والعشرون

الحكمة تمدح نفسها وتفتخر بين شعبها

تفتح فاها في جماعة العلي وتفتخر امام جنوده

و تعظم في شعبها وتمجد في ملا القديسين

و تحمد في جميع المختارين وتبارك بين المباركين وتقول

اني خرجت من فم العلي بكرا قبل كل خليقة

و جعلت النور يشرق في السماوات على الدوام وغشيت الارض كلها بمثل الضباب

و سكنت في الاعالي وجعلت عرشي في عمود الغمام

انا وحدي جلت في دائرة السماء وسلكت في عمق الغمار ومشيت على امواج البحر

و داست قدمي كل الارض وعلى كل شعب

و كل امة تسلطت

و وطئت بقدرتي قلوب الكبار والصغار في هذه كلها التمست الراحة وباي ميراث احل

حينئذ اوصاني خالق الجميع والذي حازني عين مقر مسكني

و قال اسكني في يعقوب ورثي في اسرائيل

قبل الدهر من الاول حازني والى الدهر لا ازول وقد خدمت امامه في المسكن المقدس

و هكذا في صهيون ترسخت وجعل لي مقرا في المدينة المحبوبة وسلطنتي هي في اورشليم

فتاصلت في شعب مجيد وفي نصيب الرب نصيب ميراثه وفي ملا القديسين مقامي

ارتفعت كالارز في لبنان وكالسرو في جبال حرمون

كالنخل في السواحل وكغراس الورد في اريحا

كالزيتون النضير في السهل وكالدلب على مجارى المياه في الشوارع

فاح عرفي كالدارصيني والقندول العطر وانتشرت رائحتي كالمر المنتقى

كالقنة والجزع والميعة ومثل بخور اللبان في المسكن

اني مددت اغصاني كالبطمة واغصاني اغصان مجد ونعمة

انا كالكرمة المنبتة النعمة وازهاري ثمار مجد وغنى

انا ام المحبة البهية والمخافة والعلم والرجاء الطاهر

في كل نعمة الطريق والحق وكل رجاء الحياة والفضيلة

تعالوا الي ايها الراغبون في واشبعوا من ثماري

فان روحي احلى من العسل وميراثي الذ من شهد العسل

و ذكري يبقى في اجيال الدهور

من اكلني عاد الي جائعا ومن شربني عاد ظامئا

من سمع لي فلا يخزى ومن عمل بارشادي فلا يخطا

من شرحني فله الحياة الابدية

هذه كلها هي سفر الحياة وعهد العلي وعلم الحق

ان موسى امر بالشريعة واحكام العدل ميراث ال يعقوب ومواعيد اسرائيل

ان الرب وعد داود عبده ان يقيم منه الملك القدير الجالس على عرش المجد الى الابد

هو يفيض الحكمة كفيشون ومثل دجلة في ايام الغلال

و يملا فهما كالفرات ومثل الاردن في ايام الحصاد

و يبدي التاديب كالنور ومثل جيحون في ايام القطاف

الحكمة لا يستوفي معرفتها الاول ولا يستقصيها الاخر

لان فكرها اوسع من البحر ومشورتها اعمق من الغمر العظيم

انا الحكمة مفيضة الانهار

انا كساقية من النهر وكقناة خرجت الى الفردوس

قلت اسقي جنتي واروي روضتي

فاذا بساقيتي قد صارت نهرا وبنهري قد صار بحرا

فاني اضيء بالتاديب مثل الفجر واذيع الى الاقاصي

انفذ الى جميع اعماق الارض وانظر الى جميع الراقدين وانير لجميع الذين يرجون الرب

اني افيض التعليم مثل نبوة واخلفه لاجيال الدهور

فانظروا كيف لم يكن عنائي لي وحدي بل ايضا لجميع الذين يلتمسون الحكمة

 

 

الإصحاح الخامس والعشرون

ثلاث هن زينة لي وبهن قمت جميلة امام الرب والناس

اتفاق الاخوة وحب القريب والمصافاة بين المراة ورجلها

ثلاثة تبغضهم نفسي وتمقت حياتهم

الفقير المتكبر والغني الكذاب والشيخ الزاني الفاقد الفهم

ان لم تدخر في شبابك فكيف تجد في شيخوختك

ما اجمل القضاء للشيب وحسن المشورة للشيوخ

ما اجمل الحكمة للشيوخ والراي والمشورة لارباب المجد

كثرة الخبرة اكليل الشيوخ ومخافة الرب فخرهم

تسع خصال غبطتها في قلبي والعاشرة ينطق بها لساني

مغبوط الانسان الذي يفرح بالاولاد والذي يرى في حياته سقوط اعدائه

مغبوط من يساكن امراة عاقلة ومن لم يزلل بلسانه ومن لم يخدم من لا يستاهله

مغبوط من وجد الفطنة ومن يجعل حديثه في اذن واعية

ما اعظم من وجد الحكمة لكنه ليس افضل ممن يتقي الرب

مخافة الرب اعلى من كل شيء

الذي يحوزها بمن يشبه

مخافة الرب اول محبته والايمان اول الاتصال به

غاية الالم الم القلب وغاية الخبث خبث المراة

كل الم ولا الم القلب

و كل خبث ولا خبث المراة

و كل نائبة ولا النائبة من المبغضين

و كل انتقام ولا انتقام الاعداء

لا راس شر من راس الحية

و لا غضب شر من غضب المراة مساكنة الاسد والتنين خير عندي من مساكنة المراة الخبيثة

خبث المراة يغير منظرها ويرد وجهها اسود كالمسح

رجلها يكمد بين اصحابه واذا سمع تاوه بمرارة

كل سوء بازاء سوء المراة خفيف لتقع قرعة الخاطئ عليها

مثل العقبة الكثيرة الرمل لقدمي الشيخ مثل المراة الخبيثة اللسان للرجل الهادئ

لا يعثرك جمال امراة ولا تشته امراة لحسنها

غضب ووقاحة وفضيحة عظيمة

المراة التي تتسلط على رجلها

المراة الشريرة ذلة للقلب وتقطيب للوجه والم للفؤاد

التي لا تنشئ سعادة رجلها انما هي تراخ لليدين وتخلع للركبتين

من المراة ابتدات الخطيئة وبسببها نموت نحن اجمعون

لا تجعل للماء مخرجا ولا للمراة الشريرة سلطانا

ان لم تسلك طوع يدك تخزيك امام اعدائك

فاقطعها عن جسدك لئلا تؤذيك على الدوام

 

 

الإصحاح السادس والعشرون

رجل المراة الصالحة مغبوط وعدد ايامه مضاعف

المراة الفاضلة تسر رجلها وتجعله يقضي سنيه بالسلام

المراة الصالحة نصيب صالح تمنح حظا لمن يتقي الرب

فيكون قلبه جذلا ووجهه بهجا كل حين غنيا كان ام فقيرا

ثلاث خاف منهن قلبي وعلى الرابعة ابتهلت بوجهي

شكاية المدينة وتالب الجمع

و البهتان كل ذلك اثقل من الموت

لكن المراة الغائرة من المراة وجع قلب ونوح

و لسانها سوط يصيب الجميع

المراة الشريرة نير قلق ومثل متخذها مثل من يمسك عقربا

المراة السكيرة سخط عظيم وفضيحتها لا تستر

زنى المراة في طموح البصر ويعرف من جفنيها

واظب على مراقبة البنت القليلة الحياء لئلا تجد فرصة فتبذل نفسها

تنبه لطرفها الوقح ولا تعجب اذا عقتك

تفتح فمها كالمسافر العطشان وتشرب من كل ماء صادفته وتجلس عند كل جذع وتفتح الكنانة تجاه كل سهم

لطف المراة ينعم رجلها

و ادبها يسمن عظامه

المراة المحبة للصمت عطية من الرب والنفس المتادبة لا يستبدل بها

المراة الحيية نعمة على نعمة

و النفس العفيفة لا قيمة توازنها

الشمس تشرق في على الرب وجمال المراة الصالحة في عالم بيتها

السراج يضيء على المنارة المقدسة وحسن الوجه على القامة الرزينة

العمد من الذهب تقوم على قواعد من الفضة والساقان الجميلتان على اخمصي ذات الوقار

الاسس على الصخر تثبت الى الابد ووصايا الرب في قلب المراة الطاهرة

اثنان يحزن لهما قلبي والثالث ياخذني عليه الغضب

رجل الحرب اذا اعجزته الفاقة والرجال العقلاء اذا اهينوا

اما من ارتد عن البر الى الخطيئة فالرب يستبقيه للسيف

قلما يتخلص التاجر من الاثم والخمار لا يتزكى من الخطيئة

 

 

الإصحاح السابع والعشرون

كثيرون خطئوا لاجل عرض الدنيا والذي يطلب الغنى يغضي طرفه

بين الحجارة المتضامة يغرز الوتد وبين البيع والشراء تنشب الخطيئة

و سيسحق الاثم مع الاثيم

من لم يحرص على الثبات في مخافة الرب يهدم بيته سريعا

عند هز الغربال يبقى الزبل كذلك كساحة الانسان عند تفكره

انية الخزاف تختبر بالاتون والانسان يمتحن بحديثه

حراثة الشجر تظهر من ثمرها كذلك تفكر قلب الانسان يظهر من كلامه

لا تمدح رجلا قبل ان يتكلم فانه بهذا يمتحن الناس

اذا تعقبت العدل فانك تدركه وتلبسه حلة مجد وتسكن معه فيصونك الى الابد وفي يوم الافتقاد تجد سندا

الطيور تاوى الى اشكالها والحق يعود الى العاملين به

الاسد يكمن للفريسة كذلك الخطايا تكمن لفاعلي الاثم

حديث التقي في كل حين حكمة اما الجاهل فيتغير كالقمر

بين السفهاء ترقب الفرصة وبين العقلاء كن مواظبا

حديث الحمقى مكروه وضحكهم في ملذات الخطيئة

محادثة الحلاف تقف الشعر ومخاصمته سد الاذان

مخاصمة المتكبرين سفك الدماء ومشاتمتهم سماع ثقيل

الذي يفشي الاسرار يهدم الثقة ولا يجد صديقا لنفسه

احبب الصديق وكن معه امينا

لكن ان افشيت اسراره فلا تطلبه من بعد

فان من اتلف صداقة القريب كان بمنزلة من اتلف عدوه

و مثل تسريحك للقريب مثل اطلاقك طائرا من يدك فلا تعود تصطاده

لا تطلبه فانه قد ابتعد وفر كالظبي من الفخ

ان الجرح له ضماد والمشاتمة بعدها صلح

اما الذي يفشي الاسرار فشانه الياس

الغامز بالعين يختلق الشرور وليس من يتجنبه

امام عينيك يحلو بفمه ويستحسن كلامك ثم يقلب منطقه ومن كلامك يلقي امامك معثرة

قد ابغضت امورا كثيرة ولكن لا كبغضي له والرب سيبغضه

من رمى حجرا الى فوق فقد رماه على راسه والضربة بالمكر تجرح الماكر

من حفر حفرة سقط فيها ومن نصب شركا اصطيد به

من صنع المساوئ فعليه تنقلب ولا يشعر من اين تقع عليه

الاستهزاء والتعيير شان المتكبرين والانتقام يكمن لهم مثل الاسد

الشامتون بسقوط الاتقياء يصطادون بالشرك والوجع يفنيهم قبل موتهم

الحقد والغضب كلاهما رجس والرجل الخاطئ متمسك بهما

 

 

الإصحاح الثامن والعشرون

من انتقم يدركه الانتقام من لدن الرب ويترقب الرب خطاياه

اغفر لقريبك ظلمه لك فاذا تضرعت تمحى خطاياك

ايحقد انسان على انسان ثم يلتمس من الرب الشفاء

ام لا يرحم انسانا مثله ثم يستغفر عن خطاياه

ان امسك الحقد وهو بشر فمن يكفر خطاياه

اذكر اواخرك واكفف عن العدواة

اذكر الفساد والموت واثبت على الوصايا

اذكر الوصايا ولا تحقد على القريب

اذكر ميثاق العلي واغض عن الجهالة

امسك عن النزاع فتقلل الخطايا

فان الانسان الغضوب يضرم النزاع والرجل الخاطئ يبلبل الاصدقاء ويلقي الشقاق بين المسالمين

بحسب الحطب تضطرم النار وبحسب قوة الانسان يكون غيظه وبحسب غناه يثير غضبه وبحسب شدة النزاع يستشيط

الخصومة عن عجلة تضرم النار والنزاع عن عجلة يسفك الدم

اذا نفخت في شرارة اضطرمت واذا تفلت عليها انطفات وكلاهما من فمك

النمام وذو اللسانين اهل للعنة لاهلاكهما كثيرين من اهل المسالمة

اللسان الثالث اقلق كثيرين وبددهم من امة الى امة

و هدم مدنا محصنة وخرب بيوت العظماء

و كسر جيوش الشعوب وافنى امما ذات اقتدار

اللسان الثالث طرد نساء فاضلات وسلبهن اتعابهن

من اصغى اليه لا يجد راحة ولا يسكن مطمئنا

ضربة السوط تبقي حبطا وضربة اللسان تحطم العظام

كثيرون سقطوا بحد السيف لكنهم ليسوا كالساقطين بحد اللسان

طوبى لمن وقي شره ولم يعرض على غضبه ولم يحمل نيره ولم يوثق بقيوده

فان نيره نير من حديد وقيوده قيود من نحاس

الموت به موت قاس والجحيم انفع منه

لكنه لا يتسلط على الاتقياء ولا هم يحترقون بلهيبه

بل الذين يتركون الرب يقعون تحت سلطانه فيشتعل فيهم ولا ينطفئ يطلق عليهم كالاسد ويفترسهم كالنمر

سيج ملكك بالشوك

احبس فضتك وذهبك واجعل لكلامك ميزانا ومعيارا ولفمك بابا ومزلاجا

و احذر ان تزل به فتسقط امام الكامن لك

 

 

الإصحاح التاسع والعشرون

الذي يصنع رحمة يقرض القريب والسخي اليد يحفظ الوصايا

اقرض القريب في وقت حاجته واقضه ما له عليك في اجله

حقق ما نطقت به وكن امينا معه فتنال في كل حين بغيتك

كثيرون حسبوا القرض لقطة فعنوا الذين امدوهم

قبل ان يقبض يقبل اليد ويخشع بصوته حتى ينال مال القريب

فاذا ان الرد ماطل ونطق بكلام مضجر وشكا صرف الدهر

ان كان الرد في طاقته لم يكد يرد النصف ويحسب ما رده لقطة

و الا فيسلبه امواله ويتخذه عدوا بلا سبب

يجزيه اللعنة والشتيمة وبدل الاكرام يكافئه الاهانة

كثيرون امسكوا لاجل خبث الناس مخافة ان يسلبوا بغير سبب

مع ذلك كن طويل الاناة على البائس ولا تماطله في الصدقة

لاجل الوصية اعن المسكين وفي عوزه لا تردده فارغا

اتلف فضتك على اخيك وصديقك ولا تدعها تصدا تحت الحجر وتتلف

انفق ذخيرتك بحسب وصايا العلي فتنفعك اكثر من الذهب

اغلق على الصدقة في اخاديرك فهي تنقذك من كل شر

 

 

تقاتل عنك عدوك اكثر من ترس الباس ورمح الحماسة

الرجل الصالح يكفل القريب والذي فقد كل حياء يخذله

لا تنس نعم الكافل فانه بذل نفسه لاجلك

الخاطئ يهرب من كافله واللئيم الروح يخذله

الخاطئ يدمر خيرات الكافل وجاحد الجميل يخذل مخلصه

من الناس من يكفل قريبه لكنه يفقد كل حياء فيخذله

كثيرون كانوا في نجح فاهلكتهم الكفالة واقلقتهم كامواج البحر

الجات رجالا مقتدرين الى المهاجرة فتاهوا بين امم غريبة

الخاطئ الذي يتهافت على الكفالة ويصبوا الى المعاملات يقع تحت الاقضية

امدد قريبك بقدر طاقتك واحذر على نفسك ان تسقط

راس المعيشة الماء والخبز واللباس والبيت الساتر للسوءة

عيش الفقير تحت سقف من الواح خير من الاطعمة الفاخرة في دار الغربة

ارض بالقليل والكثير فلا تسمع تعييرا في امر البيت

بئس حياة الانسان من بيت الى بيت وحيثما ضاف لم يفتح فاه

تطعم وتسقي جاحدين لجميلك وانت ضيفهم ووراء ذلك تسمع اقوالا مرة

ان قم يا ضيف جهز المائدة وان كان بيدك شيء فاطعمني

انصرف يا ضيف من امام شخص كريم ان اخا لي يتضيفني فانا محتاج الى البيت

امران يستثقلهما الانسان الفطن الانتهار في امر البيت وتعيير المقرض

 

 

الإصحاح الثلاثون

من احب ابنه اكثر من ضربه لكي يسر في اخرته

من ادب ابنه يجتني ثمر تاديبه ويفتخر به بين الوجهاء

من علم ابنه يغير عدوه ويبتهج به امام اصدقائه

اذا توفى ابوه فكانه لم يمت لانه خلف من هو نظيره

في حياته راى وفرح وعند وفاته لم يحزن

خلف منتقما من الاعداء ومكافئا للاصدقاء بالجميل

من دلل ابنه فسيضمد جراحه وعند كل صراخ تضطرب احشاءه

الفرس الذي لم يرض يصير جموحا والابن الذي لم يضبط يصير سفيها

ان دللت ابنك روعك وان لاعبته حزنك

لا تضاحكه لئلا يغمك وفي اواخرك ياخذك صريف الاسنان

لا تجعل له سلطانا في صبائه ولا تهمل جهالاته

احن رقبته في صبائه وارضض اضلاعه ما دام صغيرا لئلا يتصلب فيعصيك فياخذك وجع القلب

ادب ابنك واجتهد في تهذيبه لئلا يسقط فيما يخجلك

فقير ذو عافية وصحيح البنية خير من غني منهوك بالاسقام

العافية وصحة البنية خير من كل الذهب وقوة الجسم افضل من نشب لا يحصى

لا غنى خير من عافية الجسم ولا سرور يفوق فرح القلب

الموت افضل من الحياة المرة او السقم الملازم

الخيرات المسكوبة على فم مغلق كالاطعمة الموضوعة على قبر

اي منفعة للصنم بالقربان فانه لا ياكل ولا يشم

هكذا من يرهقه الرب ويجازيه على اثامه

يرى بعينيه ويتنهد كالخصي الذي يعانق عذراء ثم يتنهد

لا تغم نفسك ولا تضيق صدرك بافكارك

سرور القلب حياة الانسان وابتهاج الرجل طول الايام

احبب نفسك وفرج عن قلبك وانف الحزن عنك بعيدا

فان الحزن قتل كثيرين وليس فيه ثمرة

الغيرة والغضب يقللان الايام والغمة تاتي بالشيخوخة قبل الاوان

القلب البهج الصالح لا يزال في الولائم ومادبة معدة باهتمام

 

 

الإصحاح الحادي والثلاثون

السهر لاجل الغنى يذيب الجسم والاهتمام به ينفي النوم

سهر الاهتمام يحرم الوسن والمرض الشديد يذهبه النوم

يجد الغني في جمع الاموال وفي راحته يشبع من اللذات

يجد الفقير في حاجة العيش وفي راحته يمسي معوزا

من احب الذهب لا يزكى ومن اتبع الفساد يشبع منه

كثيرون سقطوا لاجل الذهب فاضحى هلاكهم امام وجوههم

الذهب عود عثار للذين يذبحون له وكل جاهل يصطاد به

طوبى للغني الذي وجد بغير عيب ولم يسع وراء الذهب

من هو فنغبطه لانه صنع عجائب في شعبه

من الذي امتحن به فوجد كاملا به فليفتخر من الذي قدر ان يتعدى فلم يتعد وان يصنع الشر ولم يصنع

ستكون خيراته ثابتة وتخبر الجماعة بصدقاته

اذا جلست على مائدة حافلة فلا تفتح لها حنجرتك

و لا تقل ما اكثر ما عليها

اذكر ان العين الشريرة سوء عظيم

اي شيء خلق اسوا من العين فلذلك هي تدمع من كل شخص

حيثما لحظت فلا تمدد اليه يدك

و لا تزاحمها في الصحفة

افهم ما عند القريب مما عندك وتامل في كل امر

كل مما وضع امامك كما ياكل الانسان ولا تكن لهما لئلا تكره

و كن اول من امسك مراعاة للادب ولا تتضلع لئلا ينكر عليك

و اذا اتكات بين كثيرين فلا تمدد يدك قبلهم

ما اقل ما يكتفي به الانسان المتادب ومثل هذا لا تاخذه الكظة على فراشه

السهاد والهيضة والمغص للرجل الشره

رقاد الصحة لقنوع الجوف يقوم باكرا وهو مالك نفسه

و اذا اكرهت على الاكل فاعتزل من بين الجماعة فتستريح

اسمع لي يا بني ولا تستخف بي واخيرا تختبر اقوالي

في جميع اعمالك كن نشيطا فلا يلحق بك سقم

من سخا بالطعام تباركه الشفاه ويشهد بكرمه شهادة صدق

من شح بالطعام تتذمر عليه المدينة ويشهد بلؤمه شهادة يقين

لا تكن ذا باس تجاه الخمر فان الخمر اهلكت كثيرين

الاتون يمتحن الحديد الممهى والخمر تمتحن قلوب المتجبرين في القتال

الخمر حياة للانسان اذا اقتصدت في شربها

اي عيش لمن ليس له خمر

اي شيء يعدم الحياة الموت

الخمر من البدء خلقت للانبساط لا للسكر

الخمر ابتهاج القلب وسرور النفس لمن شرب منها في وقتها ما كفى

الشرب بالرفق صحة للنفس والجسد

الافراط من شرب الخمر خصومة ونزاع

الافراط من شرب الخمر مرارة للنفس

السكر يهيج غضب الجاهل لمصرعه ويقلل القوة ويكثر الجراح

في مجلس الخمر لا توبخ القريب ولا تحتقره في سروره

لا تخاطبه بكلام تعيير ولا تضايقه في المطالبة

 

 

الإصحاح الثاني والثلاثون

اذا جعلوك رئيسا فلا تتكبر بل كن بينهم كواحد منهم

اهتم بهم ثم اجلس وبعد قضائك ما عليك اتكئ

لكي تفرح بهم وتاخذ الاكليل زينة وتكرم بهداياهم

تكلم يا شيخ فانك اهل ذلك

لكن عن دقة علم ولا تمنع الغناء

لا تطلق كلامك عند السماع ولا تات بالحكمة في غير وقتها

الحان المغنين في مجلس الخمر كفص من ياقوت في حلي من ذهب

انغام المغنين على خمر لذيذة كفص من زمرد في مصوغ من ذهب

اسمع وانت ساكت فباحتشامك تنال الحظوة

تكلم يا شاب لكن نادرا متى دعتك الحاجة

ان سئلت مرتين فجاوب بالايجاز

معبرا عن الكثير بالقليل وكن كمن يعلم ويصمت

في جماعة العظماء لا تساو نفسك بهم وبين الشيوخ لا تكن كثير الهذر

قدام الرعد ينطلق البرق وقدام المحتشم تسبق الحظوة

اذا ان الوقت فقم لا تتاخر اسرع الى بيتك لا تتهاون هناك تنزه

و اصنع ما بدا لك ولا تخطا بكلام الكبرياء

و على هذه كلها بارك صانعك الذي يسكرك من طيباته

من اتقى الرب يقبل تاديبه والمبتكرون اليه يجدون مرضاته

من ابتغى الشريعة يمتلئ منها والمراءي يعثر فيها

الذين يتقون الرب يجدون العدل ويوقدون من الاحكام مصباحا لهم

الانسان الخاطئ يجانب التوبيخ ويجد حججا توافق مبتغاه

صاحب المشورة لا يهمل التامل اما المتكبر ممن ليس كذلك فلا ياخذه الخوف

و لا بعدما عمل بهواه عن غير مشورة

لا تعمل شيئا عن غير مشورة فلا تندم على عملك

لا تسر في طريق الهلكة فلا تعثر بالحجارة لا ترم نفسك في طريق لم تختبره فلا تجعل لنفسك معثرة

احترز حتى من بنيك وتحفظ من اهل بيتك

في جميع اعمالك اقتد بضميرك فان ذلك هو حفظ الوصايا

الذي يقتدي بالشريعة يرعى الوصايا والذي يتكل على الرب لا يخسر

 

 

الإصحاح الثالث والثلاثون

من اتقى الرب لا يلقى ضرا بل عند التجربة يحفظه الرب وينجيه من الشرور

الرجل الحكيم لا يبغض الشريعة اما الذي يراءي فيها فهو كسفينة في الزوبعة

الانسان العاقل يؤمن بالشريعة والشريعة امينة له

هيئ كلامك كما يفعل الصديقون في مسائلهم فتسمع انظم معاني علمك وجاوب

احشاء الاحمق كمحالة العجلة وفكره مثل المحور الخفيف الدوران

الصديق المتهزئ كفحل الخيل الذي يصهل تحت كل راكب

لماذا يفضل يوم على يوم ونور كل يوم في السنة من الشمس

علم الرب ميز بينها اذ صنعت الشمس التي تحفظ الرسم

و خالف بين الازمنة فعيدت الاعياد في الساعة المعينة

فمنها ما اعلاه وقدسه ومنها ما جعله في عداد الايام وكذا البشر كلهم من التراب وادم صنع من الارض

لكن الرب ميز بينهم بسعة علمه وخالف بين طرقهم

فمنهم من باركه واعلاه ومنهم من قدسه وقربه اليه ومنهم من لعنه وخفضه ونكسه من مقامه

كما يكون الطين في يد الخزاف وتجري جميع احواله بحسب مرضاته

كذلك الناس في يد صانعهم وهو يجازيهم بحسب قضائه

بازاء الشر الخير وبازاء الموت الحياة كذلك بازاء التقي الخاطئ وهكذا تامل في جميع اعمال العلي تجدها اثنين اثنين الواحد بازاء الاخر

اني انا الاخير قد استيقظت وورثت هذه كما كانت منذ البدء

كمن يلتقط وراء القطافين اقبلت ببركة الرب فملات المعصرة كالذي قطف

فانظروا كيف لم يكن اجتهادي لي وحدي بل ايضا لجميع الذين يلتمسون التاديب

اسمعوني يا عظماء الشعب واصغوا الي يا رؤساء الجماعة

لا تول على نفسك في حياتك ابنك او امراتك او اخاك او صديقك ولا تعط لاخر اموالك لئلا تندم فتتضرع اليه بها

ما حييت وما دام فيك نفس لا تسلم نفسك الى احد من البشر

لانه خير ان يطلب بنوك منك من ان تنظر انت الى ايدي بنيك

في جميع امورك احفظ لنفسك مزيتها

و لا تجعل عيبا في كرامتك قسم ميراثك عند انقضاء ايام حياتك حين يحضر الموت

العلف والعصا والحمل للحمار والخبز والتاديب والعمل للعبد

اشغل الغلام بالعمل فتستريح ارخ يديك عنه فيلتمس العتق

النير والسيور تحني الرقاب ومواظبة العمل تخضع العبد

للعبد الشرير التنكيل والعذاب اقسره على العمل لئلا يتفرغ

فان الفراغ يعلم ضروب الخبث

الزمه الاعمال كما يليق به فان لم يطع فثقل عليه القيود لكن لا تفرط في عقاب ذي جسد ولا تصنع شيئا بغير تمييز

ان كان لك عبد فليكن عندك كنفسك فانك اكتسبته بالدم ان كان لك عبد فعامله كنفسك فانك تحتاج اليه احتياجك الى نفسك

ان اذيته ابق

و اذا فر ذاهبا ففي اي طريق تطلبه

 

 

الإصحاح الرابع والثلاثون

الامال الفارغة الكاذبة لذي السفه والاحلام يطير بها الجهال

مثل الملتفت الى الاحلام مثل القابض على الظل والمتطلب للريح

رؤيا الاحلام هي هذا بازاء هذا شبه الشخص امام الشخص

بالنجس ماذا يطهر وبالكذب ماذا يصدق

العرافة والتطير والاحلام باطلة

كخيالات قلب الماخض ان لم ترسل هذه من عند العلي في افتقاد منه فلا توجه اليها قلبك

فان كثيرين اضلتهم الاحلام فسقطوا لاعتمادهم عليها

الشريعة تتمم بغير تلك الاكاذيب والحكمة في الفم الصادق كمال

الرجل المتادب يعلم كثيرا والكثير الخبرة يحدث بعقل

الذي لم يختبر يعلم قليلا اما الذي جال فهو كثير الحيلة

الذي لم يمتحن ماذا يعلم اما الذي ضل فهو كثير الدهاء

اني رايت في مطافي امورا كثيرة واكثر اقوالي مما اختبرت

و قد طالما خاطرت بنفسي في هذا الطلب حتى الى الموت ثم نجوت

روح المتقين للرب يحيا

لان رجاءهم في مخلصهم

من اتقى الرب فلا يخاف ولا يفزع لانه هو رجاؤه

من اتقى الرب فطوبى لنفسه

الى من يتوجه ومن عمدته

ان عيني الرب الى محبيه هو مجير قدير وعمدة قوية ستر من الحر وظل من الهجير

صيانة من العثار ومعونة عند السقوط هو يعلي النفس وينير العينين يمنح الشفاء والحياة والبركة

الذابح من كسب الظلم يستهزا بتقدمته واستهزاءات الاثماء ليست بمرضية

الرب وحده للذين ينتظرونه في طريق الحق والعدل

ليست مرضاة العلي بتقادم المنافقين ولا بكثرة ذبائحهم يغفر خطاياهم

من قدم ذبيحة من مال المساكين فهو كمن يذبح الابن امام ابيه

خبز المعوزين حياتهم فمن امسكه عليهم فانما هو سافك دماء

من يخطف معاش القريب يقتله

من يمسك اجرة الاجير يسفك دمه

واحد بنى واخر هدم فماذا انتفعا سوى التعب

واحد صلى واخر لعن فايهما يستجيب الرب لدعائه

من اغتسل من لمس الميت ثم لمسه فماذا نفعه غسله

كذلك الانسان الذي يصوم عن خطاياه ثم يعود يفعلها من يستجيب لصلاته وماذا نفعه اتضاعه

 

 

الإصحاح الخامس والثلاثون

من حفظ الشريعة فقد قدم ذبائح كثيرة

من رعى الوصايا فقد ذبح ذبيحة الخلاص

و من اقلع عن الاثم فقد ذبح ذبيحة الخطيئة وكفر ذنوبه

من قدم السميذ فقد وفى بالشكر ومن تصدق فقد ذبح ذبيحة الحمد

مرضاة الرب الاقلاع عن الشر وتكفير الذنوب الرجوع عن الاثم

لا تحضر امام الرب فارغا

فان هذه كلها تجرى طاعة للوصية

تقدمة الصديق تدسم المذبح ورائحتها طيبة امام العلي

ذبيحة الرجل الصديق مرضية وذكرها لا ينسى

مجد الرب عن قرة عين ولا تنقص من بواكير يديك

كن متهلل الوجه في كل عطية وقدس العشور بفرح

اعط العلي على حسب عطيته وقدم كسب يدك عن قرة عين

فان الرب مكافئ فيكافئك سبعة اضعاف

لا تقدم هدايا بها عيب فان الرب لا يقبلها

و لا تعتمد على ذبيحة اثيمة فان الرب ديان ولا يلتفت الى كرامة الوجوه

لا يحابي الوجوه في حكم الفقير بل يستجيب صلاة المظلوم

لا يهمل اليتيم المتضرع اليه ولا الارملة اذا سكبت شكواها

اليست دموع الارملة تسيل على خديها اما هي صراخ على الذي اسالها

انها من خديها تصعد الى السماء والرب المستجيب لا يتلذذ بها

ان المتعبد يقبل بمرضاة وصلاته تبلغ الى الغيوم

صلاة المتواضع تنفذ الغيوم ولا تستقر حتى تصل ولا تنصرف حتى يفتقد العلي ويحكم بعدل ويجري القضاء

فالرب لا يبطئ ولا يطيل اناته عليهم حتى يحطم صلب الذين لا رحمة فيهم

و ينتقم من الامم حتى يمحو قوم المتجبرين ويحطم صوالجة الظالمين

حتى يكافئ الانسان على حسب افعاله ويجزي البشر باعمالهم على حسب نياتهم

حتى يجري الحكم لشعبه ويفرج عنهم برحمته

الرحمة تجمل في اوان الضيق كسحاب المطر في اوان القحط

 

 

الإصحاح السادس والثلاثون

ايها الرب اله الجميع ارحمنا وانظر الينا وارنا نور مراحمك

و الق رعبك على جميع الامم الذين لم يلتمسوك ليعلموا انه لا اله الا انت ويخبروا بعظائمك

ارفع يدك على الامم الغريبة وليعرفوا عزتك

كما قد ظهرت فينا قداستك امامهم هكذا فلتظهر عظمتك فيهم امامنا

و ليعرفوك كما عرفنا نحن ان لا اله الا انت يا رب

استانف الايات واحدث العجائب

مجد يدك وذراعك اليمنى

اثر غضبك وصب سخطك

دمر المقاوم واحطم العدو

عجل الزمان واذكر الميثاق وليخبر بعظائمك

لتاكل نار الغضب الناجي وليلق مضايقو شعبك الهلاك

اهشم رؤوس قادة الاعداء القائلين ليس غيرنا

اجمع كل اسباط يعقوب واتخذها ميراثا لك كما كانت في البدء

ايها الرب ارحم الشعب الذي دعي باسمك واسرائيل الذي انزلته منزلة بكرك

اشفق على مدينة قدسك اورشليم مدينة راحتك

املا صهيون لكي تنادي باقوالك املا شعبك من مجدك

اشهد للذين هم خلقك منذ البدء وايقظ النبوءات التي باسمك

اعط الذين ينتظرونك الثواب وليتبين صدق انبيائك استجب ايها الرب لصلاة المتضرعين اليك

على حسب بركة هرون على شعبك فيعلم جميع سكان الارض انك انت الرب اله الدهور

الجوف يتناول كل طعام لكن من الطعام ما هو اطيب من غيره

الحلق يميز اطعمة الصيد والقلب الفهم يميز الاقوال الكاذبة

القلب الخبيث يورث الغم والرجل الكثير الخبرة يكافئه

المراة تتزوج اي رجل كان لكن في البنات من تفضل على غيرها

جمال المراة يبهج الوجه ويفوق جميع منى الانسان

و ان كان في لسانها رحمة ووداعة فليس رجلها كسائر بني البشر

من حاز امراة فهي له راس الغنى وعون بازائه وعمود يستريح اليه

حيث لا سياج ينتهب الملك وحيث لا امراة ينوح التائه

من ذا يامن اللص المشدود الازر الهائم من مدينة الى مدينة هكذا حال الرجل الذي لا وكر له فياوي حيثما امسى

 

 

الإصحاح السابع والثلاثون

كل صديق يقول لي مع فلان صداقة لكن رب صديق انما هو صديق بالاسم الا يورث الغم حتى الموت

كل صاحب وصديق يتحول الى العداوة

ايها الاختراع الموبق من اين هبطت فغطيت اليبس خيانة

رب صاحب يتنعم مع صديقه في السراء وعند الضراء يضحي له عدوا

رب صاحب لاجل بطنه يجد مع صديقه ويحمل الترس في الحرب

لا تنس صديقك في قلبك ولا تتغاض عنه وانت موسر

لا تستشر من يرصدك واكتم مشورتك عمن يحسدك

كل مشير يبدي مشورة لكن رب مشير انما يشير لنفسه

الحذر لنفسك من المشير واستخبر اولا عن حاجته فانه يشير بما ينفعه

لئلا يلقي القرعة عليك ويقول لك

سبيلك حسن ثم يقف تجاهك ينظر ماذا يحل بك

لا تستشر المنافق في التقوى ولا الظالم في العدل ولا المراة في ضرتها ولا الجبان في الحرب ولا التاجر في التجارة ولا المبتاع في البيع ولا الحاسد في شكر المعروف

و لا الجافي في الرقة ولا الكسلان في شيء من الشغل

و لا الاجير المساكن في انجاز الشغل ولا البطال في كثرة العمل لا تلتفت الى هؤلاء لشيء من المشورة

لكن ائلف الرجل التقي ممن علمته يحفظ الوصايا

و نفسه كنفسك واذا سقطت يتوجع لك

و اعقد المشورة مع القلب فانه ليس لك مشير انصح منه

لان نفس الرجل قد تخبر بالحق اكثر من سبعة رقباء يرقبون من موضع عال

و في كل هذه تضرع الى العلي ليهديك بالحق في الطريق المستقيم

الكلام مبدا كل عمل والمشورة قبل الفعل

الوجه يدل على تغير القلب اربعة تصدر من القلب الخير والشر والحياة والموت والمتسلط على هذه في كل حين هو اللسان

من الناس من هو ذو دهاء مؤدب لكثيرين لكنه لا ينفع نفسه شيئا

و منهم من يدعي الحكمة وكلامه مكروه فمثل هذا يحرم كل قوت

لانه لم يؤت الحظوة من عند الرب اذ ليس من الحكمة على شيء

و منهم من حكمته لنفسه وثمار عقله صالحة في الفم

الرجل الحكيم يعلم شعبه وثمار عقله صالحة

الرجل الحكيم يمتلئ بركة ويغبطه كل من يراه

حياة الرجل ايام معدودة اما ايام اسرائيل فلا عدد لها

الحكيم يرث ثقة شعبه واسمه يحيا الى الابد

يا بني جرب نفسك في حياتك وانظر ماذا يضرها وامنعها عنه

فانه ليس كل شيء ينفع كل احد ولا كل نفس ترضى بكل امر

لا تشره الى كل لذة ولا تنصب على الاطعمة

فان كثرة الاكل تهيض الاكل والشره يبلغ الى المغص

كثيرون هلكوا من الشره اما القنوع فيزداد حياة

 

 

الإصحاح الثامن والثلاثون

اعط الطبيب كرامته لاجل فوائده فان الرب خلقه

لان الطب ات من عند العلي وقد افرغت عليه جوائز الملوك

علم الطبيب يعلي راسه فيعجب به عند العظماء

الرب خلق الادوية من الارض والرجل الفطن لا يكرهها

اليس بعود تحول الماء عذبا حتى تعرف قوته

ان العلي الهم الناس العلم لكي يمجد في عجائبه

بتلك يشفي ويزيل الاوجاع ومنها يصنع العطار امزجة وصنعته لا نهاية لها

فيحل السلام من الرب على وجه الارض

يا بني اذا مرضت فلا تتهاون بل صل الى الرب فهو يشفيك

اقلع عن ذنوبك وقوم اعمالك ونق قلبك من كل خطيئة

قرب رائحة مرضية وتذكار السميذ واستسمن التقدمة كانك لست بكائن

ثم اجعل موضعا للطبيب فان الرب خلقه ولا يفارقك فانك تحتاج اليه

ان للاطباء وقتا فيه النجح على ايديهم

لانهم يتضرعون الى الرب ان ينجح عنايتهم بالراحة والشفاء لاسترجاع العافية

من خطئ امام صانعه فليقع في يدي الطبيب

يا بني اذرف الدموع على الميت واشرع في النياحة على ما يليق بذي مصيبة شديدة وكفن جسده كما يحق ولا تتهاون بدفنه

ليكن بكاؤك مرا وتوهج في النحيب

اقم المناحة بحسب منزلته يوما او يومين دفعا للغيبة ثم تعز عن الحزن

فان الحزن يجلب الموت وغمة القلب تحني القوة

في الانفراد الحزن يتشدد وحياة البائس هي على حسب قلبه

لا تسلم قلبك الى الحزن بل اصرفه ذاكرا الاواخر

لا تنس فانه لا رجوع من هناك ولست تنفعه ولكنك تضر نفسك

اذكر ان ما قضي عليه يقضى عليك لي امس ولك اليوم

اذا استراح الميت فاسترح من تذكره وتعز عنه عند خروج روحه

الكاتب يكتسب الحكمة في اوان الفراغ والقليل الاشتغال يحصل عليها

كيف يحصل على الحكمة الذي يمسك المحراث ويفتخر بالمنخس ويسوق البقر ويتردد في اعمالها وحديثه في اولاد الثيران

قلبه في خطوط المحراث وسهره في تسمين العجال

كذلك كل صانع ومهندس ممن يقضي الليل كانهار والحافرون نقوش الخواتم الجاهدون في تنويع الاشكال الذين قلوبهم في تمثيل الصورة باصلها وسهرهم في استكمال صنعتهم

و كذلك الحداد الجالس عند السندان المكب على صوغ حديدة ضخمة يصلب وهج النار لحمه وهو يكافح حر الكير

صوت المطرقة يتتابع على اذنيه وعيناه الى مثال المصنوع

قلبه في اتمام المصنوعات وسهره في تزيينها الى التمام

و هكذا الخزاف الجالس على عمله المدير دولابه برجليه فانه لا يزال مهتما بعمله ويحصي جميع مصنوعاته

بذراعه يعرك الطين وامام قدميه يحني قوته

قلبه في اتقان الدهان وسهره في تنظيف الاتون

هؤلاء كلهم يتوكلون على ايديهم وكل منهم حكيم في صناعته

بدونهم لا تعمر مدينة

لا ياوون المدن ولا يتمشون ولا يدخلون الجماعة

و لا يجلسون على منبر القاضي ولا يفقهون فنون الدعاوي ولا يشرحون الحكم والقضاء ولا يضربون الامثال

لكنهم يصلحون الاشياء الدهرية ودعاؤهم لاجل عمل صناعتهم خلافا لمن يسلم نفسه الى التامل في شريعة العلي

 

 

الإصحاح التاسع والثلاثون

فانه يبحث عن حكمة جميع المتقدمين ويتفرغ للنبوءات

يحفظ احاديث الرجال المشهورين ويدخل في افانين الامثال

يبحث عن خفايا الاقوال السائرة ويتبحر في الغاز الاحاجي

يخدم بين ايدي العظماء ويقف امام الرئيس

يجول في ارض الامم الغريبة فيختبر في الناس الخير والشر

يوجه قلبه الى الابتكار امام الرب صانعه ويتضرع الى العلي

و يفتح فاه بالصلاة ويستغفر لخطاياه

فان شاء الرب العظيم يملاه من روح الفهم

فيمطر باقوال حكمته وفي الصلاة يعترف للرب

يستهدي بمشورته وعلمه ويتامل في خفاياه

يبين تاديب ارشاده ويفتخر بشريعة عهد الرب

كثيرون يمدحون حكمته وهي لا تمحى الى الابد

ذكره لا يزول واسمه يحيا الى جيل الاجيال

تحدث الامم بحكمته وتشيد الجماعة بحمده

ان بقي خلف اسما اكثر من الف وان دخل الى الراحة افاد نفسه

اني استمر على بيان افكاري لاني امتلات كبدر تم

اسمعوني ايها البنون الاصفياء انبتوا كورد مغروس على نهر الصحراء

و افيحوا عرفكم كاللبان

و ازهروا كالزنبق انشروا عرفكم وسبحوا بترنيمكم باركوا الرب على جميع اعماله

و عظموا اسمه اعترفوا له بالتسبيح بترانيم الشفاه وبالكنارة وقولوا هكذا بالاعتراف

اعمال الرب كلها حسنة جدا وجميع اوامره تجرى في اوقاتها وكلها تطلب في اونتها

بكلمته وقف الماء كربوة وقفت حياض المياه بقول فمه

في امره كل مرضاة وليس احد يمنع تمام خلاصه

اعمال كل ذي جسد امامه ولا شيء يخفى عن عينيه

ينظر من دهر الى دهر وليس شيء عجيبا امامه

ليس لقائل ان يقول ما هذا او لم هذا لان كل شيء خلق لفوائد تختص به

فاضت بركته كنهر

و روت اليبس كطوفان كذلك يورث الامم غضبه

كما حول المياه الى يبس طرقه مستقيمة للقديسين كذلك هي معاثر للاثماء

الصالحات خلقت للصالحين منذ البدء كذلك الشرور للاشرار

راس ما تحتاج اليه حياة الانسان الماء والنار والحديد والملح وسميذ الحنطة والعسل واللبن ودم العنب والزيت واللباس

كل هذه خيرات للاتقياء وكذلك هي تتحول للخطاة شرورا

من الارواح ارواح خلقت للانتقام وهذه في غضبها تشدد سياطها

و في وقت الانقضاء تصب قوتها وتسكن غضب صانعها

النار والبرد والجوع والموت كل هذه خلقت للانتقام

انياب السباع والعقارب والافاعي والسيف تنتقم من المنافقين باهلاكهم

هذه تفرح بوصيته وعلى الارض تستعد لوقت الحاجة وفي ازمنتها لا تتعدى كلمته

فلذلك ترسخت منذ البدء وتاملت ورسمت في كتابي

ان جميع اعمال الرب صالحة فتؤتي كل فائدة في ساعتها

و ليس لقائل ان يقول ان هذا شر من هذا فان كل امر يستحسن في وقته

فالان سبحوا بكل قلوبكم وافواهكم وباركوا اسم الرب

 

 

الإصحاح الأربعون

 جهد عظيم خلق لكل انسان ونير ثقيل وضع على بني ادم من يوم خروجهم من اجواف امهاتهم الى يوم دفنهم في الارض ام الجميع

 فان عندهم انزعاج الافكار وروع القلب وقلق الانتظار ويوم الانقضاء

من الجالس على العرش في المجد الى المتضع على التراب والرماد

من اللابس السمنجوني والتاج الى الملتف بالكتان الخشن وزد على ذلك الغضب والغيرة والاضطراب والجزع وخوف الموت والحقد والخصومة

وفي وقت الراحة على الفراش نوم الليل الذي يكدر خاطر الانسان

فهو في راحة قليلة كلا شيء وبعد ذلك في الاحلام كما في يوم المراقبة

يرتعد من رؤيا قلبه كالمنهزم من وجه الحرب وعند نجاته يهب ويتعجب من زوال خوفه

هذا حال كل ذي جسد من الانسان الى البهيمة وللخطاة من ذلك سبعة اضعاف

الموت والدم والخصومة والسيف والنوائب والجوع والسحق والسوط

كل ذلك خلق للاثماء ولاجلهم اتى الطوفان

كل ما هو من الارض فالى الارض يعود وكل ما هو من المياه فالى البحر ينثني

كل رشوة ومظلمة تمحى والامانة تبقى الى الابد

اموال الظالمين تجف كالسيل وتدوي كالرعد الشديد عند المطر

يفرح الظالم عند بسط يديه لكن المعتدين يضمحلون في الانقضاء

اعقاب المنافقين لا ياتون بفروع كثيرة ولا الاصول النجسة التي على الصخر الصلب

الخضر الذي على كل ماء وشط نهر يقلع قبل كل عشب

النعمة كجنة بركات والرحمة تستمر الى الابد

حياة العامل القنوع تحلو لكن الذي يجد كنزا هو فوق كليهما

النسل وابتناء مدينة يخلدان الاسم لكن المراة التي لا عيب فيها تحسب فوق كليهما

الخمر والغناء يسران القلب لكن حب الحكمة فوق كليهما

المزمار والعود يطيبان اللحن لكن اللسان العذب فوق كليهما

البهاء والجمال تشتهيهما عينك لكن خضر المزرعة فوق كليهما

الصديق والصاحب لهما لقاء وفاق لكن المراة مع رجلها فوق كليهما

الاخوة والعون لساعة الضيق لكن نصرة الرحمة فوق كليهما

الذهب والفضة يثبتان القدم لكن المشورة تفضل على كليهما

الغنى والقوة يعزان القلب لكن مخافة الرب فوق كليهما

ليس في مخافة الرب افتقار ولا يحتاج صاحبها الى نصرة

مخافة الرب كجنة بركة وقد البست مجدا يفوق كل مجد

يا بني لا تعش عيش الاستعطاء فان الموت خير من التكفف

الرجل الذي يترصد مائدة الغريب عيشه لا يعد عيشا ونفسه تتنجس باطعمة غريبة

الرجل الاريب المتادب يتحفظ من ذلك

يحلو الاستعطاء في فم الوقح وفي جوفه تتقد النار

 

 

الإصحاح الحادي والأربعون

ايها الموت ما اشد مرارة ذكرك على الانسان المتقلب في السلام فيما بين امواله

على الرجل الذي لا تتجاذبه الهموم الموفق في كل امر القادر على التلذذ بالطعام

ايها الموت حسن قضاؤك للانسان المعوز الضعيف القوة

الهرم الذي يتجاذبه كل هم القنط الفاقد الصبر

لا تخش قضاء الموت اذكر اوائلك واواخرك هذا هو قضاء الرب على كل ذي جسد

و ماذا ترفض مما هو مرضاة العلي عشر سنين كانت مرضاته ام مئة ام الفا

انه ليس في الجحيم حساب على العمر

بنو الخطاة بنو رجس وكذلك الذين يترددون الى بيوت المنافقين

بنو الخطاة يهلك ميراثهم ويلازم ذريتهم العار

الاب المنافق يتشكى منه بنوه لانهم بسببه يلحقهم العار

ويل لكم ايها الرجال المنافقون النابذون لشريعة الاله العلي

فانكم اذ ولدتم انما ولدتم للعنة ومتى متم فاللعنة هي نصيبكم

كل ما هو من الارض يذهب الى الارض كذلك المنافقون يذهبون من اللعنة الى الهلاك

الناس ينوحون على اجسادهم لكن اسم الخطاة يمحى

ليكن اهتمامك بالاسم فانه ادوم لك من الف كنز عظيم من الذهب

الحياة الصالحة ايام معدودات اما الاسم الصالح فيدوم الى الابد

احفظوا التاديب في السلام ايها البنون اما الحكمة المكتومة والكنز المدفون فاية منفعة فيهما

الانسان الذي يكتم حماقته خير من الانسان الذي يكتم حكمته

استحيوا مما اقول لكم

فانه ليس بحسن الخجل من كل شيء ولا امر مما يصنع برشد يعجب كل انسان

اخجلوا امام الاب والام من الزنى وامام الرئيس والمقتدر من الكذب

و امام القاضي والامير من الزلة وامام المجمع والشعب من الاثم

و امام الشريك والصديق من الظلم وامام بلد سكناك من السرقة

و من مخالفة حق الله وعهده ومن اتكاء المرفق على الخبز ومن الخيانة في الاخذ والعطاء

و من السكوت امام الذين يسلمون عليك ومن النظر الى المراة البغي

و من اعراض وجهك عن نسيبك ومن سلب النصيب والعطاء

و من التفرس في امراة ذات بعل ومن مراودة جاريتها وعلى سريرها لا تقف

و من كلام التعيير امام الاصدقاء ومن الامتنان بعد العطاء ومن نقل الكلام المسموع وافشاء ما قيل في السر

 

 

الإصحاح الثاني والأربعون

حينئذ يكون خجلك في محله وتنال حظوة امام كل انسان اما هذه فلا تخجل فيها ولا تحاب الوجوه لتخطا فيها

شريعة العلي والميثاق والقضاء بحيث لا يبرا المنافق

و دعوى صاحبك مع المتغربين واقتسام الميراث بين الاصدقاء

و عدل الميزان والمعيار والمكسب كثر ام قل

و الاعتدال في البيع بين المشترين والمبالغة في تاديب البنين وضرب العبد الشرير حتى تدمي جنبه

و الختم على المراة الشريرة اليق بها

و حيث تكون الايدي الكثيرة اقفل ومتى قسمت فبالعدد والوزن والعطاء والاخذ كل شيء ليكن في دفتر

و لا تخجل في تاديب الجاهل والاحمق والهرم المتحاكم الى الشبان حينئذ تكون متادبا في الحقيقة وممدوحا امام كل حي

البنت سهاد خفي لابيها وهم يسلبه النوم مخافة من العنوس اذا شبت والصلف اذا تزوجت

و في عذرتها من التدنس والعلوق في بيت ابيها وفي الزواج من التعدي على رجلها او العقم

واظب على مراقبة البنت القليلة الحياء لئلا تجعلك شماتة لاعدائك وحديثا في المدينة ومذمة لدى الشعب فتخزيك في الملا الكثير

لا تتفرس في جمال احد ولا تجلس بين النساء

فانه من الثياب يتولد السوس ومن المراة الخبث

رجل يسيء خير من امراة تحسن ثم تجلب الخزي والفضيحة

اني اذكر اعمال الرب واخبر بما رايت ان في اقوال الرب اعماله

عين الشمس المنيرة تبصر كل شيء وعمل الرب مملوء من مجده

الم ينطق الرب القديسين بجميع عجائبه التي اثبتها الرب القدير لكي يثبت كل الخلق في مجده

انه بحث الغمر والقلب وفطن لكل دهاء

علم الرب كل علم واطلع على علامة الدهر مخبرا بالماضي والمستقبل وكاشفا عن اثار الخفايا

لا يفوته فكر ولا يخفى عليه كلام

و قد زين عظائم حكمته وهو الدائم منذ الدهر والى الدهر ولم يزد شيئا

و لم ينقص ولا يحتاج الى مشورة

ما اشهى جميع اعماله والذي يرى منها مثل شرارة

كل هذه تحيا وتبقى الى الابد لكل فائدة وجميعها تطيعه

كل شيء اثنان واحد بازاء الاخر ولم يصنع شيئا ناقصا

بل الواحد يؤيد مزايا الاخر فمن الذي يشبع من النظر الى مجده

 

 

الإصحاح الثالث والأربعون

الجلد الطاهر فخر العلاء ومنظر السماء مراى مجده

الشمس عند خروجها تبشر بمراها هي الة عجيبة صنع العلي

عند هاجرتها تيبس البقعة فمن يقوم امام حرها الشمس كنافخ في الاتون لما يصنع في النار

تحرق الجبال ثلاثة اضعاف وتبعث ابخرة نارية وتلمع باشعة تجهر العيون

عظيم الرب صانعها الذي بامره تسرع في سيرها

و القمر بجميع احواله الموقتة هو نبا الازمنة وعلامة الدهر

من القمر علامة العيد هو نير ينقص عند التمام

باسمه سمي الشهر وفي تغيره يزداد زيادة عجيبة

ان في العلاء محلة عسكر تتلالا في جلد السماء

هناك بهاء السماء ومجد النجوم وعالم متالق والرب في الاعالي

عند كلام القدوس تقوم لاجراء احكامه ولا ياخذها في محارسها فتور

انظر الى قوس الغمام وبارك صانعها ان رونقها في غاية الجمال

تنطق السماء منطقة مجد ويد العلي تمدانها

بامره عجل الثلج ورشق بروق قضائه

و به انفتحت الكنوز وطارت الغيوم كذوات الاجنحة

بعظمته شدد الغيوم فانقضت حجارة البرد

بلحظاته تتزلزل الجبال وبارادته تهب الجنوب

عند صوت رعده تتمخض الارض عند عاصفة الشمال وزوبعة الريح

يذري الثلج كما يتطاير ذوات الاجنحة وانحداره كنزول الجراد

تعجب العين من حسن بياضه وينذهل القلب من مطره

و يسكب الصقيع كالملح على الارض واذا جمد صار كاطراف الاوتاد

تهب ريح الشمال الباردة فيجمد الماء يستقر الجليد على كل مجتمع المياه ويلبس المياه درعا

تاكل الجبال وتحرق الصحراء وتتلف الخضر كالنار

يسرع الغمام فيشفي كل شيء والندى الناشئ من الحر يعيد البهجة

بكلامه طامن الغمر وانبت فيه الجزائر

الذين يركبون البحر يحدثون بهوله نسمع باذاننا فنتعجب

هناك المصنوعات العجيبة الغريبة انواع الحيوانات خلائق الحيتان

به ينتهي الى النجاح وبكلمته يقوم الجميع

انا نكثر الكلام ولا نستقصي وغاية ما يقال انه هو الكل

ماذا نستطيع من تمجيده وهو العظيم فوق جميع مصنوعاته

مرهوب الرب وعظيم جدا وقدرته عجيبة

ارفعوا الرب في تمجيده ما استطعتم فلا يزال ارفع

باركوا الرب وارفعوه ما قدرتم فانه اعظم من كل مدح

بالغوا في رفعه قدر طاقتكم لا تكلوا فانكم لن تدركوه

من راه فيخبر ومن يكبره كما هو

و هناك خفايا كثيرة اعظم من هذه فان الذي رايناه من اعماله هو القليل

ان الرب صنع كل شيء واتى الاتقياء الحكمة

 

 

الإصحاح الرابع والأربعون

لنمدح الرجال النجباء اباءنا الذين ولدنا منهم

فيهم انشا الرب مجدا كثيرا وابدى عظمته منذ الدهر

و قد كانوا ذوي سلطان في ممالكهم رجال اسم وباس مؤتمرين بفطنتهم ناطقين بالنبوءات

ائمة الشعب بمشوراتهم وبفهم كتب امتهم

قد ضمنوا تاديبهم اقوال الحكمة وبحثوا في الحان الغناء وانشدوا قصائد الكتاب

رجال غنى واقتدار فاعلي سلامة في بيوتهم

اولئك كلهم نالوا مجدا في اجيالهم وكانت ايامهم ايام فخر

فمنهم من خلفوا اسما يخبر بمدائحهم

و منهم من لا ذكر لهم وقد هلكوا كانهم لم يكونوا قط وولدوا كانهم لم يولدوا هم وبنوهم بعدهم

اما اولئك فهم رجال رحمة وبرهم لا ينسى

الميراث الصالح يدوم مع ذريتهم واعقابهم يبقون على المواعيد

تثبت ذريتهم وبنوهم لاجلهم

الى الابد تدوم ذريتهم ولا يمحى مجدهم

اجسامهم دفنت بالسلام واسماؤهم تحيا مدى الاجيال

الشعوب يحدثون بحكمتهم والجماعة تخبر بمدحتهم

اخنوخ ارضى الرب فنقل وسينادي الاجيال الى التوبة

نوح وجد برا كاملا وبه كانت المصالحة في زمان الغضب

فلذلك ابقيت بقية على الارض حين كان الطوفان

و اقيمت معه عهود لكي لا يهلك بالطوفان كل ذي جسد

ابراهيم كان ابا عظيما لامم كثيرة ولم يوجد نظيره في المجد وقد حفظ شريعة العلي فعاهده عهدا

و جعل العهد في جسده وعند الامتحان وجد امينا

فلذلك حلف له ان الامم سيباركون في نسله وانه يكثر نسله كتراب الارض

و يعلي ذريته كنجوم ويورثهم من البحر الى البحر ومن النهر الى اقصى الارض

و كذلك جعل في اسحق لاجل ابراهيم ابيه

بركة جميع الناس والعهد ثم اقرهما على راس يعقوب

اثره ببركاته وورثه الميراث ميز حظوظه وقسمها على الاسباط الاثني عشر

و اقام منه رجل رحمة قد نال حظوة امام كل بشر

 

 

الإصحاح الخامس والأربعون

موسى كان محبوبا عند الله والناس مبارك الذكر

فاتاه مجدا كمجد القديسين وجعله عظيما مرهوبا عند الاعداء بكلامه ازال الايات

و مجده امام الملوك اوصاه بشعبه واراه مجده

قدسه بايمانه ووداعته واصطفاه من بين جميع البشر

اسمعه صوته وادخله في الغمام

اعطاه الوصايا مواجهة شريعة الحياة والعلم ليعلم يعقوب العهد واسرائيل احكامه

اعلى هرون القديس نظيره اخاه من سبط لاوي

جعل له عهد الدهر واعطاه كهنوت الشعب اسعده في البهاء

و نطقه حلة مجد البسه كمال الفخر وايده بادوات العزة

السراويل والثوب السابغ والافود وجعل حوله الرمانات من ذهب مع جلاجل كثيرة من حوله

ليرن صوتها عند خطوه ليسمع الصليل في الهيكل ذكرا لبني شعبه

واعطاه الحلة المقدسة من ذهب وسمنجوني وارجوان صنعة نساج حاذق صدرة القضاء التي فيها النور والحق

نسيجها من قرمز مشزور صنعة عامل حاذق وعليها حجارة كريمة كنقش الخاتم مرصعة في الذهب صنعة نقاش الجوهر منقوش عليها اسماء اسباط اسرائيل ذكرا

وكان على العمامة اكليل من ذهب منقوش عليه عنوان القداسة وكان زينة كرامة صنعة براعة تعشقها العيون لحسنها

كل هذه كانت في غاية الجمال ولم يكن لها مثيل في الدهر

لم يلبسها الا من هو من عشيرته بنوه واعقابه في كل عهد

ذبائحه تحرق بالنار كل يوم مرتين بلا انقطاع

كرس موسى يديه ومسحه بالدهن المقدس

فصار ذلك عهدا ابديا له ولذريته ما دامت السماء ليخدم للرب ويمارس الكهنوت ويبارك شعبه باسمه

اصطفاه من بين جميع الاحياء ليقرب التقدمة للرب البخور والرائحة الطيبة ذكرا وتكفيرا عن شعبه

اقامه على وصاياه واعطاه سلطانا على عهود الاحكام ليعلم يعقوب الشهادات وينير اسرائيل بشريعته

اجتمع عليه الغرباء وحسدوه في البرية رجال داتان وابيرام وجماعة قورح بالحدة والغضب

نظر الرب فلم يرض فابادهم بحدة غضبه

اجرى بهم عجائب وافناهم بنار لهيبه

و زاد هرون مجدا واعطاه ميراثا جعل لهم بواكير ثمار الارض

و هيا لهم قبل غيرهم شبعهم من الخبز فهم ياكلون من ذبائح الرب التي اعطاها له ولذريته

الا انه لم يرث في ارض الشعب ولم يكن له نصيب فيما بينهم لانه هو نصيبه وميراثه

و فنحاس ابن العازار هو الثالث في المجد لاجل غيرته في مخافة الرب

و لانه قام عند ارتداد الشعب بصلاح نشاط نفسه وكفر عن اسرائيل

لذلك اعطاه الرب عهد سلامه لكي يكون امام شعبه في الاقداس وتبقى له ولنسله عظمة الكهنوت مدى الدهور

و عاهد داود بن يسى من سبط يهوذا على ميراث الملك من ابن الى ابن في ذريته كالميراث لهرون ونسله ليعطكم الحكمة فيقلوبكم لكي تحكموا بالعدل في شعبه فلا تزول خيراتهم ومجدهم مدى اجيالهم

 

 

الإصحاح السادس والأربعون

كان يشوع بن نون رجل باس في الحروب خليفة موسى في النبوءات

و كان كاسمه عظيما في خلاص مختاريه شديد الانتقام على الاعداء المقاومين لكي يورث اسرائيل

ما اعظم مجده عند رفع يديه وتسديد حربته على المدن

من قام نظيره من قبله ان الرب نفسه دفع اليه الاعداء

الم ترجع الشمس الى الوراء على يده وصار اليوم نحوا من يومين

دعا العلي القدير اذ كان يهزم الاعداء من كل جهة فاستجاب له الرب العظيم بحجارة برد عظيمة الثقل

اغار على الامة بالقتال وفي المنهبط اهلك المقاومين

لكي تعرف الامم كمال عدتهم وان حربه امام الرب لانه منقاد للقدير

و في ايام موسى صنع رحمة هو وكالب بن يفنا اذ قاما على العدو وردا الشعب عن الخطيئة وسكنا تذمر السوء

و هما وحدهما ابقيا من الست مئة الف راجل ليدخلاهم الى الميراث الى ارض تدر لبنا وعسلا

و اتى الرب كالب قوة وبقيت معه الى شيخوخته فصعد الى ذلك الموضع المرتفع من الارض الذي نالته ذريته ميراثا

لكي يعلم جميع بني اسرائيل ان الانقياد للرب حسن

و القضاة كل منهم باسمه الذين لم تزن قلوبهم على الرب ولم يرتدوا عنه

ليكن ذكرهم مباركا ولتزهر عظامهم من مواضعها

و ليتجدد اسمهم وليمجدهم بنوهم

صموئيل المحبوب عند الرب نبي الرب سن الملك ومسح رؤساء شعبه

قضى للجماعة بحسب شريعة الرب وافتقد الرب يعقوب

بايمانه اختبر انه نبي وبايمانه علم انه صادق الرؤيا

دعا الرب القدير عندما كان اعداؤه يضيقون من كل جهة واصعد حملا رضيعا

فارعد الرب من السماء وبقصيف عظيم اسمع صوته

و حطم رؤساء الصوريين وجميع اقطاب فلسطين

و قبل رقاده عن الدهر شهد امام الرب ومسيحه اني لم اخذ من احد من البشر مالا بل ولا حذاء ولم يشكه انسان

و من بعد رقاده تنبا واخبر الملك بوفاته ورفع من الارض صوته بالنبوءة لمحو اثم الشعب

 

 

الإصحاح السابع والأربعون

و بعد ذلك قام ناتان وتنبا في ايام داود

كما يفصل الشحم من ذبيحة الخلاص هكذا فصل داود من بين بني اسرائيل

لاعب الاسود ملاعبته الجداء والادباب كانها حملان الضان

الم يقتل الجبار وهو شاب الم يرفع العار عن شعبه

اذ رفع يده بحجر المقلاع وحط صلف جليات

لانه دعا الرب العلي فاعطى يمينه قوة ليقتل رجلا شديد القتال ويعلي قرن شعبه

فاعطاه الرب مجد قاتل ربوات ومدحه ببركاته اذ نقل اليه تاج المجد

فانه حطم الاعداء من كل جهة وافنى الفلسطينيين المناصبين وحطم قرنهم الى يومنا هذا

في جميع اعماله اعترف للقدوس العلي بكلام مجد

بكل قلبه سبح واحب صانعه

اقام المغنين امام المذبح ولقنهم الحانا لذيذة السماع

جعل للاعياد رونقا وللمواسم زينة الى الانقضاء لكي يسبح اسمه القدوس ويرنم في قدسه منذ الصباح

الرب غفر خطاياه واعلى قرنه الى الابد عاهده على الملك وعرش المجد في اسرائيل

بعده قام ابن حكيم وعلى يده استراح في الرحب

ملك سليمان ايام سلام واراحه الله من كل جهة لكي يشيد بيتا لاسمه ويهيئ قدسا الى الابد

ما اعظم حكمتك في صبائك وفطنتك التي طفحت بها مثل النهر فان قريحتك عمت الارض

فملاتها من امثال الاحاجي بلغ اسمك الى الجزائر البعيدة واحببت لاجل سلامك

اعجبت الافاق بما لك من الاغاني والامثال والالغاز والتفاسير

باسم الرب الاله الموصوف باله اسرائيل

جمعت الذهب كالقصدير والفضة كالرصاص

املت فخذيك الى النساء فاستولين على جسدك

جعلت عيبا في مجدك ونجست نسلك فجلبت الغضب على بنيك لقد صدعت قلبي جهالتك

حتى قسم السلطان الى قسمين ونشا من افرائيم ملك متمرد

لكن الرب لا يترك رحمته ولا يفسد من اعماله شيئا لا يدمر اعقاب مصطفاه ولا يهلك ذرية محبه

فابقى ليعقوب بقية ولداود جرثومة منه

و استراح سليمان مع ابائه

و خلف بعده ذا سفه عند الشعب من نسله

رحبعام السخيف الراي الذي بعث بمشورته الشعب على التمرد

و ياربعام بن ناباط الذي اثم اسرائيل وسن لافرائيم طريق الخطيئة فكثرت خطاياهم

جدا حتى اجلتهم عن ارضهم

و التمسوا كل شر حتى حل بهم الانتقام

 

 

الإصحاح الثامن والأربعون

و قام ايليا النبي كالنار وتوقد كلامه كالمشعل

بعث عليهم الجوع وبغيرته ردهم نفرا قليلا

اغلق السماء بكلام الرب وانزل منها نارا ثلاث مرات

ما اعظم مجدك يا ايليا بعجائبك ومن له فخر كفخرك

انت الذي اقمت ميتا من الموت ومن الجحيم بكلام العلي

و اهبطت الملوك الى الهلاك والمفتخرين من اسرتهم

و سمعت في سيناء القضاء وفي حوريب احكام الانتقام

و مسحت ملوكا للنقمة وانبياء خلائف لك

و خطفت في عاصفة من النار في مركبة خيل نارية

و قد اكتتبك الرب لاقضية تجرى في اوقاتها ولتسكين الغضب قبل حدته ورد قلب الاب الى الابن واصلاح اسباط يعقوب

طوبى لمن عاينك ولمن حاز فخر مصافاتك

انا نحيا هذه الحياة وبعد الموت لا يكون لنا مثل هذا الاسم

و توارى ايليا في العاصفة فامتلا اليشاع من روحه وفي ايامه لم يتزعزع مخافة من ذي سلطان ولم يستول عليه احد

لم يغلبه كلام وفي رقاد الموت جسده تنبا

صنع في حياته الايات وبعد موته الاعمال العجيبة

و مع هذه كلها لم يتب الشعب ولم يقلعوا عن الخطايا الى ان طردوا من ارضهم وتبددوا في كل الارض

و ابقى شعب قليل ورؤساء لبيت داود

بعضهم صنعوا المرضي وبعضهم اكثروا من الخطايا

حزقيا حصن مدينته وادخل اليها ماء جيحون حفر الصخر بالحديد وبنى ابارا للماء

في ايامه صعد سنحاريب وبعث ربشاقا فاقبل ورفع يده على صهيون وتنفخ بكبريائه

حينئذ ارتجفت قلوبهم وايديهم وتمخضوا كالوالدات

فدعوا الرب الرحيم باسطين اليه ايديهم فالقدوس من السماء استجاب لهم سريعا

و افتداهم على يد اشعيا

ضرب محلة اشور وملاكه حطمهم

لان حزقيا صنع المرضي امام الرب وجد في السلوك في طرق داود ابيه التي اوصاه بها اشعيا النبي العظيم الصادق في رؤياه

في ايامه رجعت الشمس الى الوراء وهو زاد على عمر الملك

بروح عظيم راى العواقب وعزى النائحين في صهيون

كشف عما سيكون على مدى الدهور وعن الخفايا قبل حدوثها

 

 

الإصحاح التاسع والأربعون

ذكر يوشيا مزاج طيب قد عبئ بصناعة العطار

في كل فم يحلو كالعسل وهو كالغناء في مجلس الخمر

اقيم ليتوب الشعب على يده فرفع ارجاس الاثم

وجه قلبه الى الرب وفي ايام الاثماء وطد التقوى

كلهم اجرموا ما خلا داود وحزقيا ويوشيا

تركوا شريعة العلي ارتد ملوك يهوذا

دفعوا قرنهم الى غيرهم ومجدهم الى امة غريبة

احرقوا بالنار مدينة القدس المختارة وخربوا طرقها على يد ارميا

فانهم اساءوا اليه وهو قد قدس في جوف امه نبيا ليستاصل ويسيء ويهلك وايضا ليبني ويغرس

و راى حزقيال رؤيا المجد التي اراه اياها بمركبة الكروبين

انذر الاعداء بالمطر ووعد المستقيمين في طرقهم بالاحسان

لتزهر عظام الانبياء الاثني عشر من مكانها فانهم عزوا يعقوب وافتدوهم بايمان الرجاء

كيف نعظم زربابل انه كخاتم في اليد اليمنى

كذلك يشوع بن يوصاداق فانهما في ايامهما بنيا البيت ورفعا شان الشعب المقدس للرب المهيا لمجد ابدي

و نحميا يكون ذكره طول الايام فانه اقام لنا السور المنهدم ونصب الابواب والمزاليج ورم منازلنا

لم يخلق على الارض احد مثل اخنوخ الذي نقل عن الارض

و لم يولد رجل مثل يوسف رئيس اخوته وعمدة الشعب

عظامه افتقدت وبعد موته تنبات

سام وشيث ممجدان بين الناس وفوق كل نفس في الخلق ادم

 

 

الإصحاح الخمسون

سمعان بن اونيا الكاهن العظيم رم البيت في حياته ووثق الهيكل في ايامه

و اسس سمكا مضاعفا تحصينا شامخا حول الهيكل

في ايامه استنبطت ابار المياه وكالبحر تناهت في الفيضان

هو الذي اهتم بشعبه لئلا يهلك وحصن المدينة لئلا تفتح

ما امجده في تصرفه بين الشعب وفي خروجه من وراء حجاب البيت

مثله مثل كوكب الصبح بين الغمام او البدر ايام تمامه

او الشمس المشرقة على هيكل العلي

او القوس المتلالئة بين سحب البهاء او زهر الورد في ايام الربيع او الزنبق على مجاري المياه او نبات لبنان في ايام الصيف

او النار او اللبان على المجمرة

او اناء الذهب المصمت المزين بكل حجر كريم

او الزيتون المثمر او السرو المرتفع الى السحب اذ كان ياخذ حلة مجده ويلبس كمال زينته

و يصعد الى المذبح المقدس كان يزيد لباس القدس بهاء

و اذ كان يتناول اعضاء الذبيحة من ايدي الكهنة وهو واقف على موقد المذبح كان يحيط به اكليل من الاخوة احاطة الفروع بارزلبنان

و الشطب بالنخل وكان جميع بني هرون في مجدهم

و تقدمة الرب في ايديهم امام كل جماعة اسرائيل وكان هو عند اتمام خدمته على المذبح لتزيين تقدمة العلي القدير

يمد يده على المسكب ويسكب من دم العنب

يصبه على اسس المذبح رائحة مرضية امام العلي ملك الجميع

حينئذ كان بنو هرون يهتفون بالابواق المطروقة ويسمعون صوتا عظيما ذكرا امام العلي

و كان عند ذلك كل الشعب يبادرون معا ويخرون على وجوههم الى الارض ساجدين لربهم القدير لله العلي

و كان المغنون يسبحون باصواتهم ويسمعون في البيت المعظم الحانهم اللذيذة

و كان الشعب يتضرعون الى الرب العلي بصلاتهم امام الرحيم الى ان يفرغ من اكرام الرب وتتم خدمته

ثم كان ينزل ويرفع يديه على كل جماعة بني اسرائيل مباركا الرب بشفتيه ومفتخرا باسمه

و يكرر سجوده ليظهر ان البركة من لدن العلي

فالان يا جميع الناس باركوا الله الذي يصنع العظائم في كل مكان ويزيد ايامنا منذ الرحم ويعاملنا على حسب رحمته

ليمنحنا سرور القلب والسلام في اسرائيل في ايامنا وعلى مدى الدهور

مقرا علينا رحمته ومفتديا لنا في ايامه

امتان مقتتهما نفسي والثالثة ليست بامة

الساكنون في جبل السامرة والفلسطينيون والشعب الاحمق الساكن في شكيم

قد رسم تاديب العقل والعلم في هذا الكتاب يشوع بن سيراخ الاورشليمي الذي افاض الحكمة من قلبه

طوبى لمن يواظب على هذه فان الذي يجعلها في قلبه يكون حكيما

و اذا عمل بها يقدر على كل شيء لان نور الرب دليله

 

 

الإصحاح الحادي والخمسون

صلاة يشوع بن سيراخ اعترف لك ايها الرب الملك واسبح الله مخلصي

اعترف لاسمك لانك كنت لي مجيرا ونصيرا

و افتديت جسدي من الهلاك ومن شرك سعاية اللسان ومن شفاه مختلقي الزور وكنت لي ناصرا تجاه المقاومين

و افتديتني برحمتك الغزيرة واسمك من زئير المستعدين للافتراس

من ايدي طالبي نفسي ومن مضايقي الكثيرة

من الاختناق باللهيب المحيط بي ومن وسط النار حتى لا اصلى

من عمق جوف الجحيم ومن اللسان الدنس وكلام الزور وسعاية اللسان الجائر عند الملك

دنت نفسي من الموت

و اقتربت حياتي من عمق الجحيم

احيط بي من كل جهة ولا نصير التفت لاغاثة الناس فلم تكن

فتذكرت رحمتك ايها الرب وصنيعك الذي منذ الدهر

كيف تنقذ الذين ينتظرونك وتخلصهم من ايدي الامم

فرفعت من الارض صلاتي وتضرعت لانقذ من الموت

دعوت الرب ابا ربي لئلا يخذلني في ايام الضيق في عهد المتكبرين الخاذلين لي

اني اسبح اسمك في كل حين وارنم له بالاعتراف لان صلاتي قد استجيبت

فانك قد خلصتني من الهلكة وانقذتني من زمان السوء

فلذلك اعترف لك واسبحك وابارك اسم الرب

في صبائي قبل ان اتيه التمست الحكمة علانية في صلاتي

امام الهيكل ابتهلت لاجلها والى اواخري التمسها فازهرت كباكورة العنب

ابتهج بها قلبي ودرجت قدمي في الاستقامة ومنذ صبائي جددت في اثرها

املت اذني قليلا ووعيت

فوجدت لنفسي تاديبا كثيرا وكان لي فيها نجح عظيم

ان الذي اتاني حكمة اوتيه تمجيدا

فاني عزمت ان اعمل بها وقد حرصت على الخير ولست اخزى

جاهدت نفسي لاجلها وفي اعمالي لم ابرح متنطسا

مددت يدي الى العلاء وبكيت على جهالاتي

وجهت نفسي اليها وبالطهارة وجدتها

بها ملكت قلبي من البدء فلذلك لا اخذل

و جوفي اضطرب في طلبها فلذلك اقتنيت قنية صالحة

اعطاني الرب اللسان جزاء فبه اسبحه

ادنوا مني ايها الغير المتادبين وامكثوا في منزل التاديب

لماذا تتقاعدون عن هذه ونفوسكم ظامئة جدا

اني فتحت فمي وتكلمت دونكم كسبا بلا فضة

اخضعوا رقابكم تحت النير ولتتخذ نفوسكم التاديب فان وجدانه قريب

انظروا باعينكم كيف تعبت قليلا فوجدت لنفسي راحة كثيرة

نالوا التاديب كمقدار كثير من الفضة واكتسبوا به ذهبا كثيرا

تبتهج نفوسكم برحمته ولا تخزوا بمدحته

اعملوا عملكم قبل الاوان فيؤتيكم ثوابكم في اوانه

 

 

الرجوع الى اقسام الكتاب الرئيسية\ فهرس الكتاب اضغط هنا

 


mandaean_facebook

اذا كان لديكم اي سؤال او استفسار عن ديانة الصابئة المندائيون فيمكنكم الاتصال بنا من خلال الايميل المرفق ادناه

Edmilia@Ymail.com

 

انشـــر الـمـوقـع
عزيزنا زائر الموقع الكريم
يمكنك دعم موقع
موسوعة العيون المعرفية
من خلال نشرك لهذا الموقع في المواقع الأخرى والمنتديات والمجموعات البريدية او في مدونتك الشخصية على الفيس بك او تويتر او غيرها من المواقع
بإعاده نشره تساعدنا وتساهم بنشر رسالة الحي العظيم
لعلها تحسب لك عند الله بميزان حسناتك ، يفرج لك بها كربه من كرب الدنيا والاخره ، وتذكر ان فعل الخير مهما استصغرته فلا تدري اي حسنه ستنفعك يوم الحساب ، لذا انشره و لك على ذلك الأجر و الثواب
كما يمكنكم التواصل معنا مباشرةً من خلال الاشتراك في الجروب البريدي في الفيس بك ، يمكنكم الاشتراك بهذا الجروب بالضغط على الزر ادناه

 mandaean_facebook



Free counters!