Mandaean Holy Book  Ginza Rba commandments and teachings تعاليم ووصايا صابئية مندائية من كتاب الكنز العظيم كنزاربا Mandaean Holy Book  Ginza Rba commandments and teachings تعاليم ووصايا صابئية مندائية من كتاب الكنز العظيم كنزا ربا Mandaean Holy Book  Ginza Rba commandments and teachings تعاليم ووصايا صابئية مندائية من كتاب الكنز العظيم الكنزاربا
قِـسْـــمُ الـكُـتُــب
هَذا الْقِسْم مُخَصَّص لِكُتُبِ وَمَخْطُوطَات دِين الصَّابِئَّة الْمَنْدَائِيِّين المُقَدّسَة وَالتَّارِيِخِيَّة والطَّقْسيَّة ومُؤلفَات عَن دِينِهمْ.
قِـسْـــمُ المَرَاجِع
هَذا الْقِسْم مُخَصَّص لِلْمَرَاجع الدِّينيَّة وَالتَّارِيخِيَّة الْمُخَصَّصة بِدِرَاسَةِ الأَدْيان وَالطَّوَائِفِ وَالْعَقَائِد وَالْمَذَاهب الشَّرِقِيَّة.
قِـسْـــمُ المُؤَلَّفات
هَذا الْقِسْم مُخَصَّص لِمُؤلفَات الصَّابِئِين وَمَقَالَاتهُمْ الدِّينِيَّة وَالتَّارِيخِيَّة والْفَكْرِيَّة ، وَمَا كُتِب عَن دِينِهِمْ وَطُقُوسِهِمْ وَعَاداتِهِمْ.
قِـسْـــمُ اليَوْتيُوب
هَذا الْقِسْم مُخَصَّص بِالْبَرامِجِ التِّلِفِزيُونِيَّة وَالتَّسْجِيلَات الْمُصوَّرة والْمُحَاضَرَات الَّتِي تَخَصّ عَقِيدة الصَّابِئِين الْمَنْدَائِيِّين.
قِـسْـــمُ الـصُّــور
هَذا الْقِسْم مُخَصَّص لِصُورِ طُقُوس وتَقَالِيد وعَادَات وَفُنُون وَرُمُوز أَبْنَاء الدِّيَانَة الصَّابِئِيَّة الْمَنْدَائِيَّة.             
قِـسْـــمُ الـفَيْسبُـوْكِ
هَذا الْقِسْم مُخَصَّص لِلتَّواصُل المُبَاشِر مَعَ الصَّابِئَّة الْمَنْدَائِيِّين وَالتَّحَاور مَعَهُمْ وطرَح الأسْئِلَة وَالاسْتِفْسارَات عَنْ دِينِهِمْ.
أنشر هذا الموضوع في الفيس بوك

ركن الصيام في الديانة الصابئية


قراءة موضوع: الصيام في دين الصابئة المندائيين

صيام الصابئة , الصيام عند الصابئة المندائيين , صوم الصابئة , صيام الصابئين، الصيام عند الصابئة ، الصيام في ديانة الصابئة المندائيين , الصيام والصوم عند الصابئة ، كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ، صيام حران ، صيام شهر رمضان ، تاريخ شهر رمضان
الصيام عند الصابئة المندائيين
حسام هشام العيداني

الصّوم ( صَوْمَا : الصَّوْمُ ): يعتبر الصّوم عند الصَّابِئِينَ من خيرةِ الاعمال وافضلها واصلحها ، ويمارسونه بغية التّقرب إلى اللهِ سبحانه وطلب مرضاته ، والصّوم عند الصَّابِئِينَ يُقسم إلى قسمين اثنين ، يكمل احدهما الآخر ، هما:ـ الصّوم الكبير ( صَوْم النَّفْس ) ، والصّوم الصّغير ( صَوْم الْجِسْم ).

الصّوم الكبير ( صَوْمَا رَبَّا : الصَّوْمُ الْكَبِيرُ ، صَوْمَا إدْ نِشمْثا : صَوْمُ النَّفْس ) هو صوم النّفس قلباً وعقلاً وضميراً ، ورؤيةً وكلاماً وسماعاً ، وتهذيبها قولاً وفعلاً وسلوكاً ومنهجاً ، فالصُّوم الكَبير هو الصُّوم في سبيلِ الله سبحانه من خلالِ إمساك النّفس وضبطها وتهذيبها عن الوقوعِ في المُحرماتِ وامساكها عن معصيتهِ وعن الوقوعِ بِالخَطيئةِ ، واجتنابِ المُوبقات والمُنكرات ، والزّهدِ عن ملذاتِ الحَياة الدُّنيا ومتاعها ، والتّغلبِ على الشَّهواتِ والرَّغبات والغْرائزِ ، وطاعةِ الله وتنفيذ أمره واجتناب نهيه ، والعَملِ بِالحَلالِ والنّهي عن الحَرامِ ، ويتحقق ذلك من خلالِ إمساك الجَوارح عن الآثامِ المُتمثلة في: صَومِ القَلب عن الشَّهواتِ والغَضبِ والضَّغينةِ والغْلِ والحِقدِ والتّفرقةِ ، ومِسكِ الفَم عن اكلِ مال الرّبا والحَرام ، وصمتِ اللِّسان عن فُضولِ الكَلام ، وإمسَاكه عن قولِ الكَذب والزّور ، وعن الزّيفِ والمُنكرِ ، وصيانته عن سيء الكَلام ، ومِسكِ الأُذُن بِالبعدِ عن سماعِ الباطل والحرامِ ، وعن سماعِ الغْيبةِ والنّميمةِ ومِسكها عن الإصغاءِ إلى كلِ مكروه ، وغضِ العَيْن عن النّظرِ إلى الحرامِ ، وغضِ البصر عن عوراتِ النّاس ، وعن الحَسدِ والغْيرةِ ؛ وَكفِ اليد عن الأذى والقَتلِ ، وعن السّرقةِ والرّشوةِ وفعلِ السّوء ، ووقفِ الرِّجل من السّيرِ إلى أماكنِ الفِسق والفجور ، وكفها عن المَشي إلى كل مكان لا يرضي الله ، ومِسكِ الأجساد مِن الزّنى والفَاحشةِ ، ومن السّجودِ لغيرِ الله سبحانه ؛ ومدة الصُّوم الكَبير تدوم على مدارِ ايام حياة الصَّابِئِي في هذهِ الدُّنيا الفَانية ، حيث جاء في آياتِ مُصْحَف الْكَنْز الْعَظِيم الْمُبَارَك:ـ ﴿ صُومُوا الصَّوْمَ الْكَبِير ، صَوْمَ الْقَلْبِ وَالْعَقلِ وَالضَّمِير ، لِتَصُمْ عُيُونكُمْ ، وَأفْوَاهُكُمْ ، وَأيْدِيكُمْ .. لَا تَغْمِزُ وَلَا تَلْمِز ، لَا تَنْظُرُوا إِلَىٰ الشَّرِّ وَلَا تَفْعَلُوه ، وَالْبَاطِلَ لَا تَسْمَعُوه ، وَلَا تُنصِتُوا خَلْفَ الْأَبْوَاب ، وَنَزِّهُوا أَفْوَاهَكُمْ عَنْ الْكَذِب ، وَالزَّيفَ لَا تَقْرَبُوه ، أمْسِكُوا قلوبَكُمْ عَنْ الضَّغينةِ وَالْحَسَدِ وَالتَّفْرِقَة ، أمْسِكُوا أيْديَكُمْ عَنْ الْقَتلِ وَالْسَّرقةِ ، أمْسِكُوا أجسَادَكُمْ عَنْ مُعَاشَرَةِ أَزْوَاجِ غَيْرِكُمْ ، فتِلْكَ هِيَ النَّارُ الْمُحْرَقَة ، أمْسِكُوا رُكَبَكُمْ عَنْ السّجُودِ لِلشَّيْطَانِ وَلِأَصْنَامِ الزَّيفِ ، أمْسِكُوا أَرْجُلَكُمْ عَنْ السَّيْرِ إِلَىٰ مَا لَيْسَ لَكُمْ ؛ إنَّهُ الصَّوْمُ الْكَبِيرُ فَلاَ تَكْسِرُوه حَتّىٰ تُفَارقُوا هَـٰذَه الدُّنِيا ؛ مَنْ أَخْطَأَ ثمَّ تَاب ، ثمَّ إِلَىٰ رُشدِهِ ثَاب ، فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، هُوَ مَلِكُ النُّورِ الْحَنَّانُ التَّوَّابُ الْكَرِيم ﴾.

اما الصُّوم الصَّغير ( صَوْمَا زُوْطَا : الصَّوْمُ الصَّغِيرُ ، صَوْمَا إدْ بُغرَا : صَوْمُ الْجِسْم ) فهو صُوم الجِسم عن المَلذاتِ الدّنيويّة والشّهوانيّة والحِسيّة ، والغْاية منه إخضاع النّفس في البدنِ وترويضها على الإستغناءِ عن المُتعِ الدّنيويّة وعلى التّخلصِ من الشّهواتِ الجَسدية ، وتدريبها على حياةِ الزّهد والسّيطرة على الغْرائزِ حباً للهِ وطاعة له ورجاءاً لِجزائهِ ؛ ويقع الصُّوم الصّغير فريضة واجبة على الصَّابِئِينَ في ايامٍ مَعدوداتٍ مجموعِها ستة وثلاثين يوماً موزعةً على مدارِ أشهر السّنة ، وتُسمى هذه الايام في الدّيانةِ الصَّابِئِيَّة بِالإمسَاكاتِ الدّنيويّة ( امْبَطِّلِاتْ إدْ تِيَبل ، امْبَطِّلِاتْ : إمْسَاكَاتٌ ، مُبَطَلاَتٌ ــ امْبَطِّل : إِمْسَاكٌ ، كَفّ ، صَوْم ، تَبْطِيل ، إبْطَال ، تَوَقُّف ، إِنْكَفَاء ) ، وتقسم ايام الإمساكات ( امْبَطِّلِاتْ ) السّتة والثّلاثين إلى قِسمين اثنين:ـ أيام ثابتة واخرى مُتحركة ، فالإمسَاكات الثّابتة سميت بذلك لان مواعيد ايامها ثابتة على تقويمِ سَنة الصَّابِئَة الْمَنْدَائِيِّينَ ، كونها تحسب وتحدد حسب السّنة الشّمسيّة التي تعتمد على دورانِ الارض حول الشّمس ؛ والمُتحركة سميت بذلك لانها متغيرة من عامٍ لآخر ، ذلك لان الايام المُتحركة يتم تحديدها حسب السّنة القَمريّة التي تقل أيامها عن أيامِ السّنة الشّمسيّة بأحد عشر يوماً تقريباً ، حيث يؤدي الصَّابِئُونَ فريضة صُوم الجَسم من خلالِ الإمساك عن شهوتي البَطن والفَرج ، فيمسكون افواهم عن تناولِ ملذات الاطعمة والأشربة بما فيها الامتِناع عن اكلِ وتناول جميع أنواع اللّحوم ومُشتقات المُنتجات الحَيوانيّة ، حيث تُقسم أيام الصّوم الثابتة منها والمُتحركة الى أيام صيام ثقيلة وخفيفة حسب نوعية الأطعمة المُباح اكلها خلال الإفطار ، ففي الأيام الثقيلة يكون الامتناع تاماً عن تناول اللحوم والمُنتجات الحَيوانية بجميعِ اشكالها وفي الخفيفة يجوز فيها الإفطار من خلال تناول الأسماك وشرب الحَليب وتناول مشتقاته ؛ ويمتنعون في ايامِ الصّيام الصَّغير عن الجماعِ واقامةِ العِلاقات الجِنسيّة الزّوجيّة ؛ وإلى جانبِ الصّيام عن الطّعامِ والشّراب والجِنس ، فالصَّابِئَة في هذهِ الأيام يتوقفون عن إجراءِ بعض الطّقوس الكَبيرة والمُجهدة كالصِّباغة وتكريس رجال الدِّين وطقوس الزّواج ؛ وتقع ايام الصُّوم الصَّغير على تقويمِ الصَّابِئِينَ حسب التّرتيب الآتي:ـ
اولاً إمساكات الأيام الثّابتة وعددها اثنان وثلاثون يوماً:ـ في شهر اول الشّتاء ( شباط الصَّابِئِي ) اربعة عشر يوماً تبدأ مع بداية الشّهر ، واليوم الثّاني والعشرون من هذا الشّهر إمساك ايضاً ؛ ويقع في اليومِ الخَامس والعشرين منِ شهرِ وسط الشّتاء ( آذار الصَّابِئِي ) يوم إمساك واحد ؛ وفي شهرِ آخر الشّتاء ( نيسان الصّابئي ) لا توجد أية إمساكات ؛ وثم اربعة إمسَاكات في الايامِ الاربعة الاولى من شهرِ أول الرّبيع ( ايار الصَّابِئِي ) ؛ وفي شهرِ وسط الرّبيع ( سيوان ) لا توجد فيه أية إمساكات ، وتقع في شهر آخر الرّبيع ( تموز الصَّابِئِي ) ثلاثة إمساكات في اليومِ التَاسع والخَامس عشر والثّالث والعشرون ؛ وفي شهر اول القيظ ( آب الصَّابِئِي ) لا توجد أية إمساكات ؛ وتقع خمسة إمساكات في آخر خمسة ايام منِ شهر وسط القيظ ( أيلول الصَّابِئِي ) ؛ ويقع في الأولِ من شهرِ آخر القيظ (تشرين الصَّابِئِي ) إمساك واحد ؛ وفي شهر اول الخريف ( مشروان ) لا توجد أية إمساكات ؛ وفي الثّاني من شهرِ وسط الخريف ( كانون الصَّابِئِي ) إمساك واحد ؛ ويقع إمساكان آخران في آخرِ شهر من اشهرِ السّنة الصَّابِئِيَّة ، شهر آخر الخَريف ( طابيت ) ، حيث يقعان في الثّامنِ والعشرين والتّاسع والعشرين.
ثانياً إمساكات الأيام المُتحركة وعددها اربعة ايام:ـ يدعى اليوم المُتحرك الاول عند الصَّابِئَة بيومِ عرفات ( عَرَفَتا : عَرَفَات ، عَرَفَة ) ، ويقع هذا اليوم في التَّاسعِ من الشّهرِ القمري برك ( المُوافق التَّاسع من شهرِ ذي الحجة حسب التَّقويم الهجري ) ؛ ويعرف حالياً يوم عرفات بيومِ عرفة عند المُسلمين ، ولِصيامهِ فضل كبير في الدّيانةِ الاسلاميّة الكريمة ؛ ثم يليه اليوم المُتحرك الثّاني الذي يدعى بيومِ القربان او يوم الأَضاحِي ( قِرْبَاتَا : الْقُرْبَان ، الْأُضْحِيَّةَ ) ويقع هذا اليوم في العَاشرِ من شهرِ برك القَمري ( المُوافق العَاشر من شهرِ ذي الحجة حَسب التّقويم الهِجري ) ، وكانت العَرب قديماً تسميه بيومِ الاضاحي ايضاً او بيومِ الحَج او النَّحر ؛ ويعرف يوم القربان في الوقتِ الحاضر كأول ايام عيد الاضحى عند المُسلمين ، ويرجع تاريخ هذين اليومين عرفات والقربان إلى زمنِ نبي الله ابراهيم عليه السّلام ، ثم يليهما اليوم المُتحرك الثّالث يوم الإمساك الذي يُدعى عند الصَّابِئَة بـ ( اشْفَاطا : إِمْسَاك ، إِسْتِهْلال ، إِبْتِدَاء ، أشْوَارَا : اِنْكِفاء ، اسْتَكَفَاء ) والذي يقع في اولِ ايام الشّهر القَمري ناتق ( المُوافق الاول من شهرِ رمضان حسب التّقويم الهجري ) ؛ وآخرها اليوم المُتحرك الرّابع ، الذي يدعى عند الصَّابِئِينَ بيوم الإنتهاء ( إلْغَاطَا : اِنْتِهاء ، إلْغَاء ، إِتْمام ، اِختِتام ، إِنْقِضَاء ) ، والذي يقع بِاليومِ الأول من شهرِ واغل القمري ( المُصَادف اليوم الأول من شهرِ شوال حسب التّقويم الهجري ) ، والمَعروف حالياً بِاولِ ايام عيد الفطر في الدّيانةِ الاسلاميّة الكَريمة.

وإلى جانبِ الأيام السّتة والثَّلاثين التي كُتِبت على الصَّابِئِينَ كفَريضة واجب القيام بها ، فهم يَستحبون صِيام كل يوم أحد وأربعاء وخميس مِن كلِ أسبوع كصيام مندوب ، وكذلك يستحبون صيام أيام شهر ناتق القَمري ( رمضان ) كصيام نافلة ، اي الايام الواقعة بين اشفاطا ولغاطا ، وكذلك يَستحبون صِيام الايام التي تحدث فيها الظّواهر الفَلكيّة ، أي عند حدوث كسوف لِلشمسِ او خسوف لِلقمرِ كصيام مندوب ؛ والصِّيام مباح في الدّيانةِ الصَّابِئِيَّة ، بحيث يجوز الصّيام وحسب الإستطاعة في اي يوم من الأيامِ الأخرى من السّنةِ كصوم نافلة ، يثاب فاعله ولا يأثم تاركه ، إلا في حالةِ صادفت أيام الإمساكات ( امْبَطِّلِاتْ ) المُتحركة او المَرغوب بها تطوعاً مع ايامِ الأعياد والمُناسبات الصَّابِئِيَّة ، عندها لا يجوز ولا يستحب صِيامها ، لان أيام الإمساكات هي ايام دنيويّة مرتبطة في عالمِنا الأرضي المَادي الذي يسوده الظّلام ، بينما الأعياد والمُناسبات في الشَّريعةِ الصَّابِئِيَّة ما هي إلا إحياءً لذكرى تجليات كونيّة ، نورانيّة وسَماويّة ، كتجليات الخليقة وإنبثاق الحَياة وغيرها من المُناسباتِ المُقَدسة غير المُرتبطة بِعوالمِ المادة والظّلام ، وما دامت تلك المُناسبات محاكاة لِمناسباتِ نورانيّة علويّة فلا يُبطِلها شيء مرتبط بِعوالمِ المادة والظّلام ؛ والله سبحانه هو ملك النّور السّامي ، هو النُّور الذي لا ظلمة فيه ، سبحانه العَظِيم ذو النُّور الذي لا يشبهه شيء ، ولا يُبطِل نوره شيء ، ولا يحد نوره شيء ؛ بِوجودهِ صار النّور والضّياء ، والنّور وجِد قبل الظّلام ، لذا لا يبطله شيء ، والظّلام على النّورِ لا يُحسب ، والنّور والظّلام لا يمتزجان ، كما جاء في مُصْحَفِ جِنْزَا رَبَّا الْمُبَارَك:ـ ﴿ بِاسْمِ الْحَيِّ الْعَظِيمِ .. الْأغْنَىٰ وَالْأَسْمَىٰ ، هَـٰذَا هُوَ السِّرّ ، هُوَ الْكِتَابُ الْأَوَّلُ لِتَعَالِيم الْحَيِّ الْأَزَلِيّ الَّذِي لَا بِدَايَةَ لَهُ ،..، لَا حَدَّ لِلنُّورِ ، لَا يُوجَدُ حَدٌ لِلنُّورِ ، وَلَا يُدْرَىٰ مَتَىٰ صَار ، مَا صَارَ إِذْ لَمْ يَكُنْ النُّور ، مَا صَارَ إِذْ لَمْ يَكُنْ الضِّيَاء ، مَا صَارَ إِلَّا بِوُجُودِ الْحَيِّ الْعَظِيمِ ، وَ مَا صَارَ حَدٌّ لِلنُّورِ ،..، النُّورُ قَائِمٌ مِنْ الْبَدْءِ إلَىٰ الْمُنْتَهَىٰ ،..، الْكَلِمَاتُ الْخَفيَّةُ مَخْفِيَّةٌ مَصُونَةٌ فِي أسْفَارِهَا ، الْمَاءُ لَا يَمْتَزِجُ بِالْقَارِ ، وَالظَّلاَمُ عَلَىٰ النُّورِ لَا يُحْسَبُ ، لَا يُحْسَبُ الظَّلاَمُ عَلَىٰ النُّورِ ، الدَّارُ الْمُظْلِمَةُ لَا تُنِيرُ ، وَالْمِيَاهُ الْعَكِرَةُ لَا تُبْهِجُ ، وَالظَّلاَمُ لَا يَتَّسع ، وَسَاكِنُهُ مَجْبُولٌ جَبْلا ، الظَّلاَمُ مَجْبُولٌ جَبْلًا ، إنَّهُ فِي كُنِّ ذَاتِهِ يَسْتَتِر ، وَكُلُّ مَا يَنْتِجُ عَنْهُ بَاطِل ، أَبْنَاءُ الظَّلاَمِ بَاطِلُون ، وَأَبْنَاءُ الْمُعَظَّمِ بَاقُونَ ، بُيُوتُ الْأَشْرَار بَاطِلَة ، تَنْطَفِئُ حَرَارَتُهَا الْآكِلَة ، سِحْرُهُمْ يَنْطَفِئُ وَيَزُولُ .. وَأَعْمَالَهُمْ تَحُول ، وَسُلاَلَةُ الْحَيِّ هِي الْبَاقِيَة ﴾.

وذكر الصُّوم الصَّغير في آيات مُصْحَف جِنْزَا رَبَّا الْمُبَارَك كفريضة واجبة على المُؤمنين ، وحذرت آيات الْمُصْحَف الْمُبَارَك من السّهوِ والتّغافل عن إداءِ فريضة الصِّيام في ايامهِ المُحدده ، فإن مصير الذين لم يلتزموا بِفرضِ الله سبحانه وتعاليمه ووصاياه ، النّار الحَارقة ، والذين اطاعوه ونفذوا امره وعملوا صالحاً فمصيرهم جناته النّورانيّة السّعيدة:ـ ﴿ الْحَيُّ الْمُدْرِكُ "مَنْدَا ادْ هَيِّي" قَائِلًا بِنِدَاءِهِ وَمُنَادِيًا بِصَوْتٍ سَنِيّ: مَنْ سَمِعَ وَآمَنَ بِأَقْوَالِهِ وَتَعَالِيمِهِ "جِنْزَا رَبَّا" ، وَالتَّزَمَ بِتَعَالِيمِهِ ، وَتَمَسَّكَ بِأَقْوَالِهِ ، سَوْفَ يَصْعَدُ وَيَرَىٰ بَلَدَ النُّورِ ؛ أَمَّا الْفَاسِقُونَ الْمُتَكَاسِلُونَ وَالَّذِينَ اغْفَلُوا مُتَرَاخِينَ عَنْ أدَاءِ صِيَامِهِمْ فَلَنْ يَرَوْا بَلَدَ النُّورِ ، هَـٰؤُلاَءِ الصَّائِمُونَ وَالصَّائِمَات فِي الدَّرْكِ الْأسْفَلِ مِنَ النَّارِ الْمُوقَدَةِ يُحْشَرُونَ ، وَالْحَيُّ الْغَالِبُ ﴾ : ( مَنْدَا ادْ هَيِّي قَارِيَ بِكَالوزَا وَمِيشمَا ابْقَالِيَ شَانِي: إيتْ إِدْ شُومَا وَهَايمِينْ بِجَنْزَا وَمَلَالَا ، قَامْ بِجِنْزَا ، قَامْ وَمَلَالَا ، وَإِسْلِق وَهَزيَ لَآتَرَ انْهُورَ ؛ وَبِيشِي إِدْ إِتكَلِل وَشَكِيب اكَاندِيت ايَاتبِي اِبْصُومَا وَلَا اهْازِيَلا لَآترَ انْهُورَ ، صَايامِي وَصَايامَاثا لِيقدانِي إِدْ نُورا شَافلِي ، وَهَيِّي زَاكِن ) ، وجاء في الْمُصْحَفِ الْمُبَارَك أن الذين لم يصوموا كما شرع الله سبحانه ، ولم يقيموا صلواتهم في حدودها وفروضها سيكون حسابهم في الْمَطهرِ ( الْبَرزخِ ) عسير ، سوف يُعذبون بِالجُوعِ والعَطشِ ، وسوف يُزج بهم في النّارِ الحارقة إلى يومِ الدّين:ـ ﴿ فِي هَـٰذَا الْمَطْهَر "مَطِرَاثَا" يَجْثُمُ أُولَـٰئِكَ الْمُنَافِقُونَ فِي صَومِهِم مِنْ الصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْمُصَلِّينَ الَّذِينَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ كَاذِبِينَ ، أُولَـٰئِكَ جِيَاعًا لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ يَأْكُلُونْ ، وَعِطَاشًا لَّيْسَ لَهُمْ مَاءٌ يَشْرَبُونْ ، يُتْرَكُونَ نَائِحِينَ وَمُتَأَلِّمِينَ ، رُؤُوسُهُمْ حَاسِرَة ، وَسَلامًا لُا يُحْيِيهِمْ ، مُقِيمُونَ فِي هَـٰذَا الْمَطْهَر ، وَبِالْكَلاَلِيبِ يُعَلِّقُونَ وَفِي النَّارِ وَالْحَمِيمِ يُسْجَرُونَ إلَىٰ يَوْمِ الدِّين ، لسَاعَةِ الْعَالمِ .. سَاعَةَ الْخَلَاصِ ﴾ : ( ابْهَازَا مَطرَاثَا صَيامي وَصَيامَاثا صَايمِي صَومَا إِدْ آولَا وَمصَلِين صَلوتَا إِدْ كَدبَا ، هَالين إِدْ كَافنِين وَلاهمَا لَاكلِين ، وَصَاهين وَميَا لَاشَاتِين ، وَبيبلي وَمَالِي يَاتِبين ، وَرِيشايون نَاجِدي ، واشْلامَا لَا يَاهبيَ ، مَابطِيلون ابْهَازَا مَطرَاثَا ، وَسَالِيقلون ابْهربَا ، وَنورَا وإيشاتا آلمَا لِيومَا يَوم دِينَا ، وَآلمَا لِشيتَا شَايِّي إِدْ بُرقانَا ) ، وتكرر التّحذير في آياتِ مُصْحَف جِنْزَا رَبَّا الْمُبَارَك من مغبةِ التّهَاون في أداءِ الْفرائض الدّينيّة كفريضة الصِّيام:ـ ﴿ إنَّ الَّذيِن لَا يَذُودُون نُفُوسَهُمْ عَنْ الْمُحَرَّمَاتِ وَالْمُوبِقَات فِي غَيَاهِب الظَّلاَم يُوثَقُون ، بَعِيدًا عَنْ الْعَالمِ عِطَاشًا يُحْشَرُون ، وَكُلُّ حَفْنَةِ مَاءٍ يُسْقَونَهَا يُعَذَّبُونَ أَضْعَافَهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون ﴾ ، وجاء في الْكِتَابِ الصَّابِئِي الْمُقَدَّس ان المُؤمنين الذين لم تفسدهم الشَّهوات الدّنيويّة ، ولم يَعبثوا بِصيامِهم او يفسقوا عنه ، سَيُجزيهم الله ، وسَيَصعدون إلى الدّارِ المَتقنة ، جنان الرّحمن:ـ ﴿ سَتصْعَدُ نَفْس "نِشمْثا" النَّاصُورَائِيِّينَ ، الَّذِينَ لَمْ يَأْكُلُوا أَكْلَ الْفَاسِدِينَ ، وَلَا كَانُوا عَابِثِينَ وَلَا فَاسِقِين ، يَصْعَدُ الصَّادِقُونَ الْمُؤْمِنُون .. يَرَوْنَ الدَّارَ الْمُتقَنةَ وَعَنْهَا يَتَحَدَّثُون ﴾ ، وجاء في الْمُصْحَفِ الْمُبَارَك ، ان الذين صَانوا اجسادهم في سبيلِ الله لهم اجرهم عند رب العَالمين:ـ ﴿ طُوبَىٰ لِمَنْ سَمِعَ وَآمَنَ .. إِنَّهُ يَصْعَدُ ظَافِرًا إِلَىٰ بَلَدِ النُّورِ ، مَنْ تَعْلَمَ تَسَابِيحِي ذُكِرَ اسْمَهُ فِي عِلِّيِّين ، مِنْ اسْتَنَارَ بِكَلِمَاتِي أَصْبَحَ مِنْ وَالْأُثِريّينَ ، وَمَنْ نَجَا مِنْ غِوَايَةِ الشَّيْطَان صَعِدَ إِلَىٰ بَلَدِ النُّورِ الْأَمِينُ ، وَمَنْ صَانَ جَسَدِه حُبًّا فِي اللهِ فُهُوَ الْمُزَكَّىٰ ﴾ ، وجاء فيه ان صَوم الجَسد يحفظُ الانسان مِن الخطايا وَالسّيئاتِ:ـ ﴿ كُلَّ مَنْ يُضْحِي بِجَسَدِهِ حُبًّا لِلرَّبِّ سَوْفَ يَصْعَدُ خَالِيًا مِنْ الْخَطَايَا وَالسَّيِّئَاتِ ﴾ : ( كُلمَنْ إِدْ برَهمُوتَا إِدْ مَارَا بغرَا لجِيطلا نَشلِم إِدنقي هَطايّي وَهُوبِي ) ، وجاء في كِتَابِ سُنَّة نبي الله ورسوله يحيى بن زكريا عليه السَّلام دروسه وتعاليمه ومواعظه ووصاياه ( إِدْرَاشا إِدْ يَهيَا : دُرُوس يَحْيَىٰ ) ، ان النّبي يحيى عليه السّلام كان نبياً صالحاً ومومناً عابداً مُتواضعاً يعبد الله حق عبادته ، وكان نبياً تقياً وقانتاً لله ، مُخلِصاً في عبادتهِ ، وزاهداً وناسكاً في دنياهِ ، مبتعداً عن مظاهرِ التّرف ، غير متعلق بمظاهرِ الدُّنيا الزَّائفة ، ولم يكُ سَاعياً من اجلِ المَال او الجَاه او السَّلطة ، وغير مُحب لِلشهواتِ والرّغباتِ والمُتعِ المَاديّة والمَلذات الدّنيوية ، بل كان متبتلاً في مَسكنهِ ، ومَأكلهِ ، ومَشربهِ ، ومَلبسهِ ، وفي سَائرِ أموره وأحوالهِ ، وكثير العبادة والخشوع لله ، آمراً بما امره به سبحانه ، وناهياً عما نهاه عنه جلاله:ـ ﴿ يَحْيَىٰ يَعِظُ فِي اللَّيَالِي .. يَقُولُ: بِاسْمِ أَبِي تَألّقَتُ وَبِتَسْبِيحِي لِلْخَالِقِ صِرْتُ كَبِيرًا فِي الدُّنْيَا ، ابتعدْتُ عَن الْمُنكَرِ وَالْأَعْمَالِ الَّتِي لَا تُجْدِي نَفْعًا ،..، قُلْتُ: قَائِمٌ أَنَا بِقُوَّةِ أَبِي ، وَلِلْخَالِقِ أُسَبِّحُ وَقَدْ أَقَمْتُ عَالَمًا كَبِيرًا ، وَلَمْ أُقِمْ عَرْشًا بَيْنَ الْيَهُودِ ، مَا أَحْبَبْتُ أَكَالِيلَ الْوَرْدِ ، وَلَمْ تُغْرِني النِّسَاءَ ، لَمْ أهوَ النَّقْصَ ، وَلَمْ اكُ مِنْ شَارِبِي الْخَمْرِ ، لَا أُحِبُّ اِلتِّهَامَ طَعَام الْأَجْسَاد "اللُّحُومِ وَالمَلَذَّات وَالرَّغَبَات وَالشَّهَوَات" ، وَلَا أُحِبُّ أَنْ تَرْمُقُنِي الْعُيُونُ الْحَاسِدة ، لَمْ أَنْسَ تَرَاتِيلِي ، وَلَمْ أُغْفِلْ عَنْ نَهْرُ الْأُرْدُنِّ "يَرْدِنَا" ، وَلَمْ أَتْرُكْ صِبَاغَتِي ، وَلَا الرَّسْم الطَّاهِر ، لَمْ أَنْسَ يَوْم الْأَحَد وَلمْ أَنْقَطِعْ عَنْهُ ، وُ لَمْ أَنْسَ شِلمَي وَنِدبِي ﴾ ، وحذر النّبي يحيى عليه السّلام اولئك الذين فتنت قلوبهم ملذات العالم الزّائلة من مأكلِ ومشرب وملبس ومال وغيرها ولم يشبعوا من بهرجةِ الدّنيا الزّائفة ، بحيث تغاضوا عن صِيامِهم غير ملتزمين بفرض الله سبحانه:ـ ﴿ وَيْلٌ لِلْبُطُونِ الْكَبِيرَةِ الَّتِي كُلَّ أَكَل الْبُطُونِ أَكَلَتْ وَلَمْ تَمْتَلِئ ﴾ ، وبينت سنّة نبي الله يَحْيى عليه السَّلام المُبَارَكة ، ان للصيامِ فضل كبير ، وإن الامساكات ( امْبَطِّلِاتْ ) فريضة واجبة ، وبينت ان الأيام التي يُستحب فيها الصّيام هي:ـ ايام الآحاد والأربعاء والخميس من كل اسبوع ، وثاني ورابع ثلاثاء من كلِ شهر:ـ ﴿ يَحْيَىٰ يَعِظُ فِي اللَّيَالِي .. يَقُولُ: سَعِيدٌ مَنْ يَتَّخِذُ لِنَفْسِهِ زَوْجًا ، وَمُوَقَّرٌ مَنْ يَكُونَ لَهُ أَبْنَاءً ، وَلَـٰكِنِّي أَخْشَىٰ إِذَا تَزَوَّجَتُ وَحانَ وَقْتُ النَّوْمِ ، وَتَوَدَّدَتْ زَوْجَتِي إِلَيَّ ، فَأُبَطِّلُ فُرُوضِي اللَّيْلِيَّةِ .. مَاذَا لَوْ تَتَأَجَّجُ فِيَّ الشَّهْوَة فَأَنْسَىٰ ذِكْرَ رَبِّي؟ مَاذَا لَوْ تَتَأَجَّجُ فِيَّ الشَّهْوَة فَأُبَطِّلُ الْقِيَامِ إِلَىٰ فُرُوضِي فِي جَمِيعِ أَوْقَاتِهَا؟ عِنْدَمَا قَالَ يَحْيَىٰ هَـٰذَا ، جَاءَتْهُ رِسَالَةً مِنْ بَيْتِ الْبَعْثِ "ابْاثَر": يَا يَحْيَىٰ خُذْ لَكَ زَوْجَةً ، اِطْمَئِنَّ وَتُقَيَّدْ فِي إمْسَاكَاتِ الْأَرْضِ "امْبَطِّلِاتْ إدْ تِيَبل" ، وَفِي فَجْرِ الْاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ تَوَارَ إِلَىٰ مِخْدَعِكَ الزَّوْجِي ، وَفِي فَجْرِ الْأرْبِعَاءِ وَالْخَمِيسِ قُمْ بِفرَوْضِكَ ألسَّنيّةُ ، وَفِي فَجْرِ الْجُمُعَةِ وَالسَّبْتِ تَوَارَ إِلَىٰ مِخْدَعِكَ الزَّوْجِي ؛ وَيَوْمِ الْأَحَدِ ، فِي فَجْرِ الْأَحَدِ وَفِي غَدَاةِ يَوْمِهِ قُمْ بِصَلَوَاتِكَ ألسَّنيّةُ ؛ وَأَمْسِكْ ثُلَاثَاءَ وَاتْرُكْ ثُلَاثَاءَ ، وَأَمْسِكْ ثُلَاثَاءَ وَاتْرُكْ ثُلَاثَاءَ ، وتَقِيدْ بِإمْسَاكَاتِ الْأَرْضِ "امْبَطِّلِاتْ إدْ تِيَبل" ﴾.

Website designed by Hossam Edani
Copyright © 2011 - 2016 The Eyes Encyclopedia of The knowledge